تابت في قداس التيار في مونتريال: كل شهيد أضاف نقطة زيت في مصباح الوطن، حتى لاينطفئ‎

الحدث خاص كندا

رؤوف نجم

أحيا صاحب السيادة المطران بول-مروان تابت، مطران كندا للموارنة، صباح الأحد 19 تشرين الأول/أكتوبر 2025، قدّاسًا احتفاليًا عن راحة شهداء الجيش اللبناني في ذكرى 13 تشرين، وكل شهداء وضحايا المؤسّسة العسكرية. حضر المناسبة حشدٌ من الفاعليات الروحية والمدنية والحزبية، يتقدّمهم منسّق COLCO في كندا ومونتريال السيد أنطوان مناسا، وكهنة ورؤساء وممثّلو أحزاب ومؤسّسات، إلى جانب أبناء الجالية. عاونه في القداس الارشمندريت ربيع بوزغيب ممثلا سيادة المطران ميلاد جاويش اسقف الروم الكاثوليك في كندا والاب طوني زيادة كاهن رعية مار مارون.

عظة الإنجيل: الإصرار واليقظة «وزيت» الإيمان

انطلق المطران تابت في عظته من إنجيل متى (25: 1-6) ومَثَل العذارى العشر، ليرسم معالم الاستعداد الروحي في عالم «مفعمٍ بالفوضى واللايقين» كما وصفه. شدّد على بعدين متلازمين: الإصرار واليقظة. فالمصباح رمز الإيمان «يحتاج إلى زيتٍ دائم من صلاةٍ ومحبةٍ وأسرار»، والاستعداد الحقّ هو أن «نحيا إيماننا كلّ يوم، ونشهد لنور المسيح في العالم».

وأكّد أنّ يقظة المؤمن ليست انتظارًا سلبيًا، بل «حالةُ قلبٍ وعقلٍ يعملان ويتهيّآن لما لا يُتوقّع». وفي إسقاطٍ على معنى الشهادة، قال إن الذين نُصلّي لأجلهم «عاشوا هذه اليقظة: قدّموا نورهم، وإنْ كان هشًّا، ليبدّد ظلمات العالم؛ وفهموا أنّ الاستعداد للقاء المسيح ليس توقيتًا بل أسلوب حياة يكرّس للعدالة والحرّية والتضامن».

وختم داعيًا إلى أن نكون «مثل العذارى الحكيمات، دائمًا مستعدّين ويقظين لقيامة الرجاء»، مستلهمًا من الشهداء معنى الجندية المسيحية: «نحرس النور فلا تدركه الظلمة»، وأن يكون الزيت في مصابيحنا «أمانةً وانضباطًا وتضحية»—كما كان زيت شهداء المؤسّسة العسكرية دمًا أضاء كرامة الوطن. فالانتظار المسيحي «خدمةٌ دائمة واحتراقُ محبّةٍ في سبيل الآخرين».مؤكدا ان كل شهيد أضاف نقطة زيت في مصباح الوطن، حتى لاينطفئ.

من الكنيسة إلى قاعة اللقاء: شكرٌ ووعدٌ وإصرار

وبعد القدّاس، انتقل الحضور إلى صالة الكنيسة حيث توالت الكلمات. استهلّها منسّق COLCO في كندا ومونتريال أنطوان مناسا بشكرٍ «من القلب» لسيادة المطران بول-مروان تابت على استضافته وصلاته، موجهًا تحيّة خاصة للأب طوني زيادة على حسن الاستقبال والتنظيم. كما شكر أصحاب الغبطة والسيادة والسادة النواب والبلديين ورؤساء وممثّلي الأحزاب والمؤسّسات والهيئات.

وخصّ بالشكر النائب الفدرالية آني كوتركيس وجيري كولايتِس، قائلًا إن حضورهما «ليس فقط بصفةٍ تمثيلية، بل كأفرادٍ من العائلة، وعلامةُ صداقةٍ ووفاءٍ تمسّنا بعمق». ثمّ رحّب بنائب رئيس «التيار الوطني الحر» للشؤون الاغترابية غسان خوري الذي حضر من لبنان للمشاركة، معتبرًا وجوده «تذكيرًا بأن قلب التيار يخفق على إيقاعٍ واحد بين لبنان وامتداداته في العالم».

شهداء 13 تشرين: ذاكرةُ حجرٍ ودمعةُ أمٍّ ورايةٌ في الريح

توجّه مناسا بكلمة وجدانية إلى «شهداء 13 تشرين 1990»، واصفًا إيّاهم بأنهم «أعمارنا ووجوهنا وأحلامنا»؛ لم يخافوا الموت «لأنهم آمنوا أنّ موتهم يُعطي لحياتنا معنى». وأردف: «لم يرحلوا… حضورهم في كلّ حجرٍ من لبنان، في كلّ دمعةِ أمّ، وفي كلّ رايةٍ تعلو مع الريح». ووعد باسم الحاضرين: «أمام الله والتاريخ، شعلةُ تضحياتكم لن تنطفئ».

الأخبار عبر البريد الإلكتروني

اشترك الآن لتصلك الأخبار إلى بريدك الإلكتروني