الحدث كندا

رؤوف نجم

مونتريال – الجمعة 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025 — أعلنت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، الفائزة بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، إهداء الجائزة إلى «الشعب الفنزويلي المُعذَّب» وإلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقديرًا لـ«دعمه الحاسم» لقضيتها، وذلك في رسالة نشرتها على منصّة X عقب إعلان لجنة نوبل قرارها في أوسلو. وأكدت أنّ الاعتراف «دَفعة لإتمام مهمتنا: الانتصار للحرية»، مضيفةً: «نحن نعتمد على الرئيس ترامب، وعلى شعوب الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية والدول الديموقراطية حلفاءَ رئيسيين لتحقيق الحرية والديموقراطية».

وأوضحت اللجنة أنّ التكريم جاء تقديرًا لنضال ماتشادو السلمي من أجل انتقال عادل وديموقراطي في فنزويلا، على الرغم من حظرها من الترشح لانتخابات 2024 واضطرارها إلى التخفي في الداخل تحت تهديد الملاحقة.

تبلغ ماتشادو 58 عامًا، وهي مهندسة صناعية وأم لثلاثة أبناء، لمع نجمها منذ تأسيسها منظّمة «سوماتِه» لمراقبة الانتخابات ومعارضتها الصريحة لنهج هوغو تشافيز ثم نيكولاس مادورو. وقد اشتهرت بحملة شعارها «حتى النهاية». كما حصلت عام 2024 على «جائزة ساخاروف» الأوروبية و«جائزة فاكلاف هافل» لحقوق الإنسان.

بعد اكتساحها الانتخابات التمهيدية للمعارضة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 بأكثر من 90% من الأصوات، منعت السلطات ماتشادو من خوض الرئاسة عام 2024، فدعمت المرشح إدموندو غونزاليس أوروتيا. وتؤكّد تحليلات مستقلّة للمحاضر الانتخابية التي جمعتها المعارضة أنّ غونزاليس فاز بهامش واسع، غير أنّ السلطات أعلنت فوز مادورو من دون نشر الجداول المفصّلة. وقد نظّم معارضون عملية واسعة لجمع «المحاضر» من معظم المراكز لإثبات النتيجة.

ما الجديد في إهداء الجائزة لترامب؟

أحدثت رسالة الإهداء تفاعلاً سياسيًا في واشنطن؛ إذ هنّأ ترامب الفائزة وأعادت حملته نشر الرسالة، فيما ربطت تقارير أميركية الإهداء بدور إدارة ترامب السابقة في تشديد الضغوط على نظام مادورو.

تُعرّف ماتشادو نفسها كليبرالية وتدعو إلى اقتصاد السوق، وسبق أن دعت صراحةً إلى خصخصة شركة النفط الوطنية «بيتروليوس دي فنزويلا (PDVSA)» بوصفها جزءًا من خطة إنقاذ الاقتصاد المنهار.

ويرى مراقبون أن الجائزة قد تمنح المعارضة مظلّة حماية دولية وتعيد تسليط الضوء على الأزمة الدستورية والحقوقية في فنزويلا بعد انتخابات 2024 المتنازع عليها، والتي انتقدتها منظمات وهيئات دولية.