“ذكرى البشير تعبر البحار لتلتقي بالصليب في مونتريال”

Last Updated: سبتمبر 15, 2025Categories: أخبار كندا, الجالية في مونتريال وكندا

الحدث-كندا-خاص

رؤوف نجم

14 أيلول يوم يحمل دلالات دينية ووطنية لبنانية داخل الوطن أو في الانتشار. فهو، دينيا، ً عيد ارتفاع الصليب، الذي يتزامن وذكرى اغتيال قائد ورئيس جمهورية لبنان الشيخ بشير الجمّيل. فبينما أقيم احتفال في الاشرفية حيث اغتيل الرئيس الشهيد، وقداس في سيدة ايليج على نية الشهداء كذلك في مونتريال-كندا، الوطن الثاني لآلاف اللبنانيين احتفلت القوات اللبنانية في كاتدرائية مار مارون بذكرى عيد ارتفاع الصليب و ذكرى اغتيال البشير الثالثة والأربعين. فإذ بذكرى البشير تعبر البحار لتلتقي بالصليب في المهجر.

في قداس بهذه المناسبة جمع كل الأحزاب اللبنانية في مونتريال والفعاليات ووسائل الاعلام وأعضاء البلديات اللبنانيي الأصل، احتفل رأس الكنيسة المارونية في كندا سيادة المطران بول مروان تابت بالذبيحة الالهية وعاونه الأب شارل كساب راعي ابرشية المية ومية الذي يزور كندا حاليا والأب طوني زيادة كاهن الرعية.

بعد الانجيل المقدس ألقى المطران تابت عظة تناول فيها معنى الشهادة بمفهوميها المسيحي والوطني، وما يجمع بينهما من قيم مشتركة وفي طليعتها التضحية بالذات من أجل أهداف سامية، سواء أكانت إيمانية أو وطنية، مؤكدًا أن هذا ما فعله شهداء “القوات اللبنانية”، الذين اندفعوا بكل جرأة وإيمان للدفاع عن الوطن يوم كان مهدّدًا بوجوده وبهويته ومستقبله، ووقفوا في وجه محاولات حرفه عن الأهداف، التي قام عليها لبنان يوم إعلانه كبيرًا. وأشار إلى أن الرئيس الشهيد بشير الجميل بذل نفسه دفاعًا عن لبنان، الذي أحبّه حتى الاستشهاد، وقال: “على رغم مرور ثلاثة وأربعين سنة لا تزال تعاليم البشير تفعل فعلها، وهو الذي دعا بعد انتخابه رئيسًا للجمهورية إلى بناء الوطن على أسس العدالة الاجتماعية، وإلى وطن الحرية والكرامة والسيادة والاستقلال الحقيقي، بعيدًا عما كان سائدًا في الوسط السياسي منذ الاستقلال حتى سنة 1975، والقائم على عدم المصارحة”.

وأشار إلى أن عودة جميع المسؤولين اليوم إلى التذكير بما كان يحلم به بشير الجميل ليس سوى الإقرار بضرورة إعادة بناء ذاك الوطن، الذي حلم به البشير. فما كان يدعو إليه لبناء وطن الانسان من ضمن حدوده الدولية الـ 10452 كيلومترًا مربعًا غير مجزأ وغير منقسم على نفسه هو لبنان الذي يطمح إليه جميع اللبنانيين، وبالأخص أولئك المنتشرين في كل أصقاع العالم، وهم لا يزالون مرتبطين بجذورهم الوطنية التراثية والايمانية، ويتطلعون إلى اليوم، الذي يعود فيه وطنهم أفضل مما كان عليه. وهذا التعلق بالوطن ما يميز بين اللبنانيين المغتربين وبين غيرهم من الشعوب، التي تعتبر نفسها شتاتًا (ديسبورا)، وقال: “انطلاقًا من هذه الحيثية المميزة لدى جميع المغتربين، وبالأخصّ في كندا، كان لنا كرؤساء كنائس اغترابية دعوة صريحة وواضحة بوجوب مشاركة هؤلاء المغتربين في الحياة السياسية في لبنان، وذلك من خلال إعطائهم حقّهم الطبيعي في انتخاب الـ 128 نائبًا، كل بحسب دائرته الانتخابية، مثلهم مثل أي لبناني آخر مقيم، وهو حقّ كفله الدستور، ولا يمكن انتزاعه منهم تحت أي ذريعة”

وكرّر دعوة الأحزاب والقيادات المسيحية إلى توحيد صفوفهم من أجل بناء وطن لا يخجل به شهداؤه ولا أنباؤه المقيمون والمغتربون، والالتفاف حول بكركي، صخرة الايمان المتجذّر وما في تاريخها من بطولات وتضحيات وجهاد حسن، والمنتقل من جيل إلى جيل حتى قيام الساعة.

وفي نهاية القداس طلب المطران تابت من رئيس مثاطعة اميركا ميشال عقل، ورئيس الفرع في مونتريال رشدي رعد نقل تحياته إلى الدكتور سمير جعجع، مثمنا ما يقوم به تجاه وطنه.

بعد انتهاء القداس، توجه الجميع الى صالة الكنيسة حيث أقيمت «لقمة رحمة» على نية الرئيس الشهيد والقى رئيس مكتب القوات كلمة جاء فيها:

سيدنا ، حضرة الآباء الحضور الكريم، رفيقاتي ورفاقي …

منلتقي متل كل سنة حتى نحيي ذكرى شهداء القوات اللبنانية. بس خلّيني قول من البداية: هاللقاء مش تقليد، ومش مجرّد ذكرى. هيدا لقاء مع وجداننا، مع ضميرنا، مع تاريخنا، ومع هويتنا يللي انزرعت بدمّن وبدم شهدائنا.

اليوم، ما بدنا بس نذكرن ونعدّد أسماءن أو بطولاتن. اليوم بدنا نحط حالنا مطرحن… ونشوف كيف عم بيشوفونا من عليائهن. يمكن عم يتطلّعوا فينا ويسألوا: “يا رفاق الدرب، يا ولادنا، يا أحفادنا… الشعلة يللي سلّمناكن ياها، بعدا منوّرة؟ بعدا مشعلة بقلوبكن وبأرضكن؟”

ونحنا منجاوب بصوت عالي: إيه! الشعلة بعدها منوّرة. إيه! ما انطفت ولا لحظة. يمكن مرقنا بعواصف، يمكن انحطّينا بتجارب صعبة، يمكن الكل حوالينا خافوا أو تراجعوا أو ساوموا… بس القوات اللبنانية ضلّت متل الصخرة، متل أرز لبنان ، ثابتة بكرامتها، بمواقفها، وبقضيتها.

وين كانت القوات؟ ووين صارت اليوم؟ كانوا يحلموا يحطّوا القوات عالهامش، يكسروها، يشيطنوها، يلغوها بس اليوم القوات صارت راسخة، واقفة، عم تفرض وجودها، وصوتها هو صوت الناس الأحرار، صوت السيادة والحق. وهيدا الشي وحدو بيخلّي شهدائنا مرتاحين. بيخلّيهن يعرفوا إنو شهادتن ما راحت عالفاضي… إنو دمّن كان البذرة يللي عطت هالنهج يللي نحنا عم نكفّي فيه.

الأخبار عبر البريد الإلكتروني

اشترك الآن لتصلك الأخبار إلى بريدك الإلكتروني