المطلوب صدق في القرار وعدل في الإدارة

Last Updated: نوفمبر 2, 2025Categories: أخبار لبنان, كتاب الموقع

حليم كرم

في لبنان، الصورة تشبه نهارًا غائمًا: لا حرب كاملة، ولا سلام يطمئن القلوب. على الحدود مع إسرائيل يسود هدوء متوتر؛ إطلاق نار يتوقف، ثم يعود فجأة. أهل الجنوب تعبوا من النزوح والعودة، من توضيب الحقائب ثم فتحها من جديد. يريدون فقط بيتًا آمنًا ومدرسة لأولادهم وليلًا يمرّ بلا أصوات انفجارات.

في خلفية المشهد، يبرز سلاح “حزب الله” كعقدة كبيرة أمام أي ترتيب دائم. كثيرون يقولون إن الجيش يجب أن يكون الحامي الأول للحدود، وإن أي حل يحتاج وقتًا وخطوات واقعية، بلا شعارات ولا وعود سريعة.

الأزمة الاقتصادية ما زالت تضغط على يوميات الناس: ودائع مجمّدة، أسعار ترتفع، ورواتب لا تكفي. الإصلاحات تتأخر، ولذلك يبقى دعم الخارج محدودًا ومشروطًا بالشفافية وتغيير حقيقي في مؤسسات الدولة. أوروبا تساعد إنسانيًا وماليًا، لكنها تريد أن ترى نتائج واضحة كي تزيد دعمها.

الهجرة تحضر أيضًا في القصة. قوارب صغيرة تغادر السواحل، وحكومات أوروبية تطلب تعاونًا أكبر لمنع الرحلات الخطرة. الحل ليس في البحر، بل في تحسين الحياة هنا: عمل، طبابة، تعليم، وخدمات تحفظ كرامة الناس.

هناك وجه آخر للأزمة لا نلتفت إليه كثيرًا: الجفاف وتراجع المياه. المزارعون يشكون مواسم ضعيفة، والقرى تخسر مصدر رزقها شيئًا فشيئًا. الطبيعة المتعبة تزيد تعب البشر، وتدفع عائلات للنزوح داخل البلد بحثًا عن ماء وفرصة.

مع ذلك، يبقى في هذا البلد ما يستحق التمسك به: تضامن الجيران، وإصرار الأهالي على ترميم البيوت، وطلاب ينجحون رغم الظروف. الطريق واضح وإن كان صعبًا: تهدئة ثابتة على الحدود، دور أقوى للجيش، إصلاحات جدية لا كلامًا، واستخدام كل مساعدة في مكانها الصحيح. ليس المطلوب معجزة؛ المطلوب صدق في القرار، وعدل في الإدارة، وحرص على الإنسان قبل أي شيء. عندما نشعر أن الدولة تقف إلى جانب الناس، يصبح للغد معنى، ويصير الليل أقصر.

الأخبار عبر البريد الإلكتروني

اشترك الآن لتصلك الأخبار إلى بريدك الإلكتروني