الحدث – كندا

كشفت بيانات حديثة عن وجود فجوة واسعة بين الإحصاءات الكندية والصينية بشأن تجارة الذهب بين البلدين. فبحسب أرقام صادرة عن سلطات الجمارك في بكين، استوردت الصين ما قيمته 25 مليار دولار من الذهب الخام الكندي خلال عام 2024، بينما تشير البيانات الرسمية الكندية إلى أن حجم الشحنات لم يتجاوز 1.9 مليار دولار فقط، وفق ما نقلته صحيفة The Globe and Mail.

ويعود هذا التباين، بحسب الخبراء، إلى اختلاف طرق تسجيل الصادرات. إذ يتم شحن معظم الذهب الكندي أولاً إلى لندن أو نيويورك، قبل إعادة تصديره إلى الصين. وبناءً عليه تُسجّل كندا هذه العمليات على أنها صادرات إلى الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، وليس إلى الصين مباشرة.

الذهب يتصدر صادرات كندا إلى الصين

وبحسب الإحصاءات الصينية، أصبح الذهب في 2024 أكبر سلعة كندية مصدَّرة إلى السوق الصينية، متقدماً على الكانولا والفحم، وهو ما يعكس شهية متزايدة لدى بكين لتعزيز احتياطياتها من المعدن الأصفر.

الصين تعزز احتياطياتها منذ 2016

منذ عام 2016، تعمل الصين على زيادة حيازتها من الذهب بشكل متواصل، في مسعى لتقليص اعتمادها على الدولار الأميركي. وقد تسارع هذا التوجه بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وما تبعه من تجميد أصول روسية مقومة بالدولار.

ووفقاً لمجلس الذهب العالمي، بلغ رصيد البنك المركزي الصيني 2,292 طناً من الذهب في الربع الأول من 2025، مقارنة بـ 1,800 طن فقط في الفترة نفسها من عام 2016. غير أن المحللين يشيرون إلى أن بكين لا تكشف دائماً عن حجم احتياطياتها الحقيقية، لأسباب استراتيجية.

موجة شراء عالمية تقودها البنوك المركزية

المشتريات الصينية انسجمت مع اتجاه عالمي أوسع، إذ رفعت البنوك المركزية حول العالم احتياطياتها من الذهب بمقدار 123 طناً في النصف الأول من 2025. وكان البنك الوطني البولندي أكبر مشترٍ (67 طناً)، تلاه أذربيجان (35 طناً) وبنك كازاخستان الوطني (22 طناً).

المفارقة أن كندا، رغم كونها رابع أكبر منتج للذهب في العالم بعد الصين وأستراليا وروسيا، تبقى الدولة الوحيدة في مجموعة السبع التي لا تحتفظ باحتياطيات رسمية من المعدن الثمين.

أثر مباشر على الأسواق

الطلب المتزايد على الذهب دفع أسعاره إلى الارتفاع بنسبة 26٪ منذ بداية 2025. كما استفادت شركات التعدين من هذا الاتجاه، إذ قفز صندوق XGD المتداول في البورصة – الذي يضم كبار المنتجين – بنسبة 66٪ منذ مطلع العام.

وسجّلت شركات بارزة مثل Lundin Gold عائداً إجمالياً بلغ 158٪ منذ يناير، فيما ارتفعت أسهم نيومونت بنسبة 76٪، ما يعكس الطفرة التي يشهدها القطاع بفضل موجة الشراء العالمية بقيادة الصين.