“إنه أمر متعمد”، بهذه الكلمات ندّد ماتيو غوفينز، مؤسس تطبيق المراقبة MOSC، في مقابلة مع صحيفة مونتريال. البلجيكي البالغ من العمر 37 عامًا ضبط شركات كبرى مثل ديكاتلون، بيست باي وسيمونز متلبسة بممارسات تسويقية مثيرة للجدل في كيبيك.

هذا التطبيق، الذي يتابع أسعار أكثر من 1500 متجر تجزئة في فرنسا وبلجيكا، وسّع نشاطه في نهاية أيار/مايو ليشمل ستة متاجر كندية وأمريكية: ديكاتلون، بيست باي، سيمونز، وول مارت، سبورتس إكسبيرتس وأمازون. ومنذ ذلك الحين بات بإمكان سكان كيبيك التحقق بأنفسهم من حقيقة “الخصومات المؤقتة” التي لا تنتهي، مثل دراجات وسكوترات وأحذية وفساتين بقيت “معروضة للبيع” لعدة أشهر متواصلة.

أمثلة من كيبيك

  • في Simons، ظلّ فستان كتان نسائي بسعر 99.95 دولارًا منذ 25 أيار، مع الإشارة إلى “سعر مرجعي” مشطوب يبلغ 150 دولارًا.

  • في Decathlon، خُفض سعر أحذية الركض النسائية Jogflow إلى 30 دولارًا منذ 31 أيار، بعد أن كانت معروضة سابقًا بسعر 42 دولارًا مع خصم على سعر مرجعي 60 دولارًا.

  • في Best Buy، عُرض سكوتر كهربائي Gyrocopters Flash 6.0 2025 للبيع مقابل 269.97 دولارًا منذ 22 حزيران، مع سعر مرجعي مشطوب يقارب 800 دولار.

انطباع زائف بالاستعجال

أقرّت ديكاتلون جزئيًا بهذه الممارسات. وأوضحت ماري لو بلايس، الناطقة باسم ديكاتلون كندا، أن حذاء Jogflow 500.1 بيع فعلاً بسعره الأصلي 60 دولارًا بين 17 أيلول 2021 و21 آب 2024. أما بيست باي وسيمونز، فلم تستجيبا لطلبات التعليق.

من جهته، يؤكد غوفينز أن المستهلك “نادراً ما يعرف إن كان يشتري فعلاً بسعر مناسب”، مشيراً إلى أن السعر قد يبدو صفقة رابحة أو مجرد خدعة، ومن هنا جاء حرصه على تتبع تاريخ الأسعار.

مشروع شخصي تحوّل إلى أداة عامة

أطلق غوفينز تطبيق MOSC من غرفة معيشته في لييج، دون هدف ربحي، لتمكين المستهلكين من مراقبة الأسعار. وكان قد كتب أطروحته في جامعة HEC Liège عام 2012 حول تأثير المحفزات الحسية في قرار الشراء عبر الإنترنت، ويقول اليوم: “تطور الأسعار يغير نظرتنا إلى الاستهلاك”.

ثغرات قانونية وتنظيمية

في كندا، لا يحدد القانون مدة قصوى للعروض الترويجية، ما يخلق ثغرات تنظيمية. ويقترح غوفينز وضع سقف زمني لا يتجاوز 30 يومًا للخصم الواحد. أما القانون الفيدرالي، فيلزم بوجود “سعر مرجعي حقيقي” لفترة زمنية معقولة، لكن مسؤولية الإثبات تقع على الشركات.

تسعير ديناميكي وسرعة تقلب

يشير غوفينز إلى أن الأسعار عبر الإنترنت يمكن أن تتغير ست مرات في الساعة، شبيهة بتقلبات العملات المشفرة. ففي دراسة له، ارتفعت أسعار سلة من السلع الاستهلاكية بنسبة 14% خلال شهرين، بينما خسرت البيتكوين 24% في الفترة نفسها.

الخوارزميات اليوم لا تحلل فقط عادات الشراء ومكان الإقامة، بل حتى مستوى بطارية الهاتف. دراسة بلجيكية اتهمت أوبر برفع أسعارها عند انخفاض البطارية، وهو ما نفته الشركة، فيما تواجه DoorDash دعوى قضائية مشابهة. أما أمازون، فقد كانت تغيّر أسعارها عام 2018 نحو 2.5 مليون مرة يوميًا.

قلق المستهلكين واقتراح الحل

تقول إيرين ويت من اتحاد المستهلكين الأمريكي: “ما يزعج الناس هو الغموض، فالتسعير يبقى صندوقًا أسود”. أما في المتاجر الكبرى، فقد أثارت فكرة تعديل أسعار المنتجات في الوقت الحقيقي، كما حدث مع وينديز عام 2024، ردود فعل غاضبة.

ويقترح غوفينز أن يراقب المستهلكون الأسعار ما بين الثلاثاء والخميس، خاصة في المساء حين يكون الطلب أقل. ويختم قائلاً: “قد لا نشتري الأحذية لإعادة بيعها كما نفعل بالعملات المشفرة، لكننا نستحق أن نعرف سعرها الحقيقي”.