محمد الحجار من مونتريال: السلاح صار عبئاً على السلم الأهلي والقرار اتخذ
الحدث-كندا
رؤوف نجم
بدعوة من تيار المستقبل في مونتريال، التقى النائب السابق محمد الحجار أعضاء التيار والاعلاميين اللبنانيين في لافال في صالة مطعم مروش لصاحبه محمود رستم وذلك يوم السبت 9 آب 2025 عند الساعة الرابعة بعد الظهر.
في بداية حديثه، شدّد النائب محمد الحجار على أنّ اللبنانيين في الاغتراب، رغم بُعدهم الجغرافي عن الوطن، يحملون همومه في قلوبهم، وأنّ لقاءاتهم في المهجر دليل على هذا الارتباط العميق. وأضاف أنّ الحياة في كندا، كما في أي بلد آخر في هذا العالم ، تتطلب جهداً كبيراً من أجل العيش الكريم وتأمين متطلبات العائلة سواء المقيمة هنا أو في لبنان، ومع ذلك فإنّ اللبنانيين ، و من موقع إهتمامهم بقضايا بلدهم ، لا يترددون في تخصيص وقتاً للاجتماع والحوار في ما بينهم حول قضايا وطنهم الأم.*
تعليق العمل السياسي لتيار المستقبل*
أوضح الحجار بداية أنّه يتحدث باسمه الشخصي ، مؤكداً التزامه بقرار الرئيس سعد الحريري القاضي بتعليق العمل السياسي ، مبيّناً أنّ العودة عن هذا التعليق لم تُطرح بعد، وأنّ القرار بيد الحريري الذي يملك معطياته وأسبابه الخاصة.
حصرية السلاح بيد الدولة
انتقل الحجار إلى قضية حصرية السلاح و تقديم مصلحة الوطن أولاً ، مؤكداً أننا حكماً مع حصرية السلاح ، والرئيس الشهيد رفيق الحريري دفع دمه دفاعا عن مصلحة الوطن و ثمناً لإيمانه بلبنان الدولة العربية السيدة الحرة المستقلة . و والرئيس سعد الحريري رفع شعار لبنان اولاً وهو اول من اطلق شعار دولة طبيعية فيها جيش واحد فقط وشرح الامر بالتفصيل بخطاب ١٤ شباط الماضي .. وأكد أنّنا في «تيار المستقبل» متمسكون بهذا المبدأ، أي أن يكون السلاح بيد الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية حصراً، مشيراً إلى أنّ أي مشروع وطني لبناء الدولة لا يمكن أن ينجح بوجود سلاح خارج إطار الشرعية.
وشدّد الحجار على أنّ القرار الحكومي الأخير بوضع آلية لحصر السلاح بيد الدولة خطوة إيجابية وأساسية معتبراً أنّ نجاحها يتطلب جهداً وطنياً وتجنب الخطابات الاستفزازية التي ربما تثير مخاوف المكوّنات اللبنانية. كما انتقد تبريرات حزب الله لوجود السلاح خارج الدولة تحت شعارات حماية لبنان أو حماية الطائفة الإسلامية الشيعية ، مؤكداً أنّها ذرائع لكسب الوقت وإضفاء شرعية جديدة لسلاح لا دور له يثير توترات مذهبية وطائفية .
السلاح والمقاومة
أقرّ الحجار بأنّ سلاح المقاومة كان موضع إجماع وطني عندما وُجّه ضد الاحتلال الإسرائيلي وحرّر الجنوب، لكنه أشار إلى أنّ هذا السلاح استُخدم بعدها في الداخل كما حدث في أحداث 7 أيار، و في القمصان السود لفرض توجهات سياسية على الدولة ومؤسساتها، وفي الخارج في سوريا والعراق واليمن ودول أخرى بتوجيهات الحرس الثوري الإيراني خدمة لمشروع الهيمنة الإيرانية ، ما جعله عبئاً على السلم الأهلي وفاقداً لأي شرعية . وأضاف أنّ الوقت حان ليكون الجيش اللبناني هو الحامي الوحيد للبنان، وفق القرارات التي تحددها المؤسسات الدستورية.
حادثة مخزن الأسلحة في الجنوب
وتوقف الحجار عند الانفجار الأخير في أحد مخازن حزب الله الذي أدى إلى سقوط شهداء وجرحى من الجيش اللبناني، مقدّماً التعازي لقيادة الجيش وعناصره، ومتمنياً الشفاء للجرحى ، ومثنياً على تضحيات الجيش اليومية في حماية الوطن والمواطنين ،
خلال المقابلة، أكد النائب الحجار على حتمية تنفيذ قرار حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، مشيراً إلى أن القرار قد اتُّخذ بشكل واضح لا عودة عنه وهو مدعوم ومؤيّد من الغالبية الساحقة من اللبنانيين ، و سينفذ ضمن الإطار الزمني المحدد كما أعلن فخامة الرئيس العماد جوزيف عون . وأوضح أن حزب الله أعلن رفضه لهذا القرار، إلا أن المصلحة الوطنية تقتضي التزام الحزب وقبوله به ، لما فيه خير لبنان وأمن بيئته ومجتمعه ، وإلا يكون لبنان قد دخل في مرحلة صعبة جدا .
كما شدد النائب السابق محمد الحجار على أهمية حماية السلم الأهلي وتجنب أي مواجهة داخلية، مؤكداً أن الاشتباك مع الجيش اللبناني لن يخدم أحداً، وأن أي صدام داخلي سيكون في مصلحة إسرائيل التي طالما سعت إلى إثارة الفتن و تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية وعرقية متناحرة.
كما ذكّر بدور المحكمة الدولية التي أدانت عناصر من حزب الله في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبالأضرار الكبيرة التي لحقت بلبنان نتيجة سياسات الحزب، مع التأكيد أن إسرائيل ستظل عدواً أساسياً للبنان.
وأشار إلى ضرورة التكاتف السياسي والوطني لدعم الجيش والقوى الأمنية الشرعية في حفظ الأمن والاستقرار و ضرورة توفير
كل أشكال الدعم لها لحماية لبنان وشعبه بكل تلاوينه وشرائحه، لافتاً إلى أن أي تأجيل للاستحقاقات الديمقراطية، كـ الانتخابات النيابية القادمة في شهر أيار المقبل ، لا يخدم المصلحة الوطنية. كما عبّر عن الأمل في أن يسهم الدعم العربي والدولي، وخاصة من السعودية و دول الخليج العربي وفرنسا ، في تعزيز قدرات الجيش، بحيث يستعيد مكانته ودوره في حماية البلاد.
وختم النائب محمد الحجار بالتأكيد على أن الجيش اللبناني، بدعم الشعب بكل أطيافه، هو الضمانة الوحيدة لاستقرار لبنان ووحدته، وأن أي حل لا يمكن أن يقوم إلا عبر الدولة اللبنانية السيدة الحرة المستقلة، وفق ما نصّ عليه اتفاق الطائف.
الأخبار بالفيديو

الأخبار عبر البريد الإلكتروني
اشترك الآن لتصلك الأخبار إلى بريدك الإلكتروني