محمد الحجار من مونتريال: السلاح صار عبئاً على السلم الأهلي والقرار اتخذ

Last Updated: أغسطس 12, 2025Categories: الجالية في مونتريال وكندا
الحدث-كندا
رؤوف نجم
بدعوة من تيار المستقبل في مونتريال، التقى النائب السابق محمد الحجار أعضاء التيار والاعلاميين اللبنانيين في لافال في صالة ‏مطعم مروش لصاحبه محمود رستم وذلك يوم السبت 9 آب 2025 عند الساعة الرابعة بعد الظهر.‏
في‎ ‎بداية‎ ‎حديثه،‎ ‎شدّد‎ ‎النائب‎ ‎محمد‎ ‎الحجار‎ ‎على‎ ‎أنّ‎ ‎اللبنانيين‎ ‎في‎ ‎الاغتراب،‎ ‎رغم‎ ‎بُعدهم‎ ‎الجغرافي‎ ‎عن‎ ‎الوطن،‎ ‎يحملون‎ ‎همومه‎ ‎في‎ ‎قلوبهم،‎ ‎وأنّ‎ ‎لقاءاتهم‎ ‎في‎ ‎المهجر‎ ‎دليل‎ ‎على‎ ‎هذا‎ ‎الارتباط‎ ‎العميق‎. ‎وأضاف‎ ‎أنّ‎ ‎الحياة‎ ‎في‎ ‎كندا،‎ ‎كما‎ ‎في‎ ‎أي‎ ‎بلد‎ ‎آخر‎ ‎في‎ ‎هذا‎ ‎العالم‎ ‎،‎ ‎تتطلب‎ ‎جهداً‎ ‎كبيراً‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎العيش‎ ‎الكريم‎ ‎وتأمين‎ ‎متطلبات‎ ‎العائلة‎ ‎سواء‎ ‎المقيمة‎ ‎هنا‎ ‎أو‎ ‎في‎ ‎لبنان،‎ ‎ومع‎ ‎ذلك‎ ‎فإنّ‎ ‎اللبنانيين‎ ‎،‎ ‎و‎ ‎من‎ ‎موقع‎ ‎إهتمامهم‎ ‎بقضايا‎ ‎بلدهم‎ ‎،‎ ‎لا‎ ‎يترددون‎ ‎في‎ ‎تخصيص‎ ‎وقتاً‎ ‎للاجتماع‎ ‎والحوار‎ ‎في‎ ‎ما‎ ‎بينهم‎ ‎حول‎ ‎قضايا‎ ‎وطنهم‎ ‎الأم‎.*
تعليق‎ ‎العمل‎ ‎السياسي‎ ‎لتيار‎ ‎المستقبل‎*
أوضح‎ ‎الحجار‎ ‎بداية‎ ‎أنّه‎ ‎يتحدث‎ ‎باسمه‎ ‎الشخصي‎ ‎،‎ ‎مؤكداً‎ ‎التزامه‎ ‎بقرار‎ ‎الرئيس‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎القاضي‎ ‎بتعليق‎ ‎العمل‎ ‎السياسي‎ ‎،‎ ‎مبيّناً‎ ‎أنّ‎ ‎العودة‎ ‎عن‎ ‎هذا‎ ‎التعليق‎ ‎لم‎ ‎تُطرح‎ ‎بعد،‎ ‎وأنّ‎ ‎القرار‎ ‎بيد‎ ‎الحريري‎ ‎الذي‎ ‎يملك‎ ‎معطياته‎ ‎وأسبابه‎ ‎الخاصة‎.
حصرية‎ ‎السلاح‎ ‎بيد‎ ‎الدولة‎
انتقل‎ ‎الحجار‎ ‎إلى‎ ‎قضية‎ ‎حصرية‎ ‎السلاح‎ ‎و‎ ‎تقديم‎ ‎مصلحة‎ ‎الوطن‎ ‎أولاً‎ ‎،‎ ‎مؤكداً‎ ‎أننا‎ ‎حكماً‎ ‎مع‎ ‎حصرية‎ ‎السلاح‎ ‎،‎ ‎والرئيس‎ ‎الشهيد‎ ‎رفيق‎ ‎الحريري‎ ‎دفع‎ ‎دمه‎ ‎دفاعا‎ ‎عن‎ ‎مصلحة‎ ‎الوطن‎ ‎و‎ ‎ثمناً‎ ‎لإيمانه‎ ‎بلبنان‎ ‎الدولة‎ ‎العربية‎ ‎السيدة‎ ‎الحرة‎ ‎المستقلة‎ . ‎و‎ ‎والرئيس‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎رفع‎ ‎شعار‎ ‎لبنان‎ ‎اولاً‎ ‎وهو‎ ‎اول‎ ‎من‎ ‎اطلق‎ ‎شعار‎ ‎دولة‎ ‎طبيعية‎ ‎فيها‎ ‎جيش‎ ‎واحد‎ ‎فقط‎ ‎وشرح‎ ‎الامر‎ ‎بالتفصيل‎ ‎بخطاب‎ ‎‏١٤‏‎ ‎شباط‎ ‎الماضي‎ .. ‎وأكد‎ ‎أنّنا‎ ‎في‎ ‎‏«تيار‎ ‎المستقبل‎» ‎متمسكون‎ ‎بهذا‎ ‎المبدأ،‎ ‎أي‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎السلاح‎ ‎بيد‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎والقوى‎ ‎الأمنية‎ ‎الشرعية‎ ‎حصراً،‎ ‎مشيراً‎ ‎إلى‎ ‎أنّ‎ ‎أي‎ ‎مشروع‎ ‎وطني‎ ‎لبناء‎ ‎الدولة‎ ‎لا‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎ينجح‎ ‎بوجود‎ ‎سلاح‎ ‎خارج‎ ‎إطار‎ ‎الشرعية‎.
وشدّد‎ ‎الحجار‎ ‎على‎ ‎أنّ‎ ‎القرار‎ ‎الحكومي‎ ‎الأخير‎ ‎بوضع‎ ‎آلية‎ ‎لحصر‎ ‎السلاح‎ ‎بيد‎ ‎الدولة‎ ‎خطوة‎ ‎إيجابية‎ ‎وأساسية‎ ‎معتبراً‎ ‎أنّ‎ ‎نجاحها‎ ‎يتطلب‎ ‎جهداً‎ ‎وطنياً‎ ‎وتجنب‎ ‎الخطابات‎ ‎الاستفزازية‎ ‎التي‎ ‎ربما‎ ‎تثير‎ ‎مخاوف‎ ‎المكوّنات‎ ‎اللبنانية‎. ‎كما‎ ‎انتقد‎ ‎تبريرات‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎لوجود‎ ‎السلاح‎ ‎خارج‎ ‎الدولة‎ ‎تحت‎ ‎شعارات‎ ‎حماية‎ ‎لبنان‎ ‎أو‎ ‎حماية‎ ‎الطائفة‎ ‎الإسلامية‎ ‎الشيعية‎ ‎،‎ ‎مؤكداً‎ ‎أنّها‎ ‎ذرائع‎ ‎لكسب‎ ‎الوقت‎ ‎وإضفاء‎ ‎شرعية‎ ‎جديدة‎ ‎لسلاح‎ ‎لا‎ ‎دور‎ ‎له‎ ‎يثير‎ ‎توترات‎ ‎مذهبية‎ ‎وطائفية‎ .
السلاح‎ ‎والمقاومة‎
أقرّ‎ ‎الحجار‎ ‎بأنّ‎ ‎سلاح‎ ‎المقاومة‎ ‎كان‎ ‎موضع‎ ‎إجماع‎ ‎وطني‎ ‎عندما‎ ‎وُجّه‎ ‎ضد‎ ‎الاحتلال‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎وحرّر‎ ‎الجنوب،‎ ‎لكنه‎ ‎أشار‎ ‎إلى‎ ‎أنّ‎ ‎هذا‎ ‎السلاح‎ ‎استُخدم‎ ‎بعدها‎ ‎في‎ ‎الداخل‎ ‎كما‎ ‎حدث‎ ‎في‎ ‎أحداث‎ 7 ‎أيار،‎ ‎و‎ ‎في‎ ‎القمصان‎ ‎السود‎ ‎لفرض‎ ‎توجهات‎ ‎سياسية‎ ‎على‎ ‎الدولة‎ ‎ومؤسساتها،‎ ‎وفي‎ ‎الخارج‎ ‎في‎ ‎سوريا‎ ‎والعراق‎ ‎واليمن‎ ‎ودول‎ ‎أخرى‎ ‎بتوجيهات‎ ‎الحرس‎ ‎الثوري‎ ‎الإيراني‎ ‎خدمة‎ ‎لمشروع‎ ‎الهيمنة‎ ‎الإيرانية‎ ‎،‎ ‎ما‎ ‎جعله‎ ‎عبئاً‎ ‎على‎ ‎السلم‎ ‎الأهلي‎ ‎وفاقداً‎ ‎لأي‎ ‎شرعية‎ . ‎وأضاف‎ ‎أنّ‎ ‎الوقت‎ ‎حان‎ ‎ليكون‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎هو‎ ‎الحامي‎ ‎الوحيد‎ ‎للبنان،‎ ‎وفق‎ ‎القرارات‎ ‎التي‎ ‎تحددها‎ ‎المؤسسات‎ ‎الدستورية‎.
حادثة‎ ‎مخزن‎ ‎الأسلحة‎ ‎في‎ ‎الجنوب‎
وتوقف‎ ‎الحجار‎ ‎عند‎ ‎الانفجار‎ ‎الأخير‎ ‎في‎ ‎أحد‎ ‎مخازن‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎الذي‎ ‎أدى‎ ‎إلى‎ ‎سقوط‎ ‎شهداء‎ ‎وجرحى‎ ‎من‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني،‎ ‎مقدّماً‎ ‎التعازي‎ ‎لقيادة‎ ‎الجيش‎ ‎وعناصره،‎ ‎ومتمنياً‎ ‎الشفاء‎ ‎للجرحى‎ ‎،‎ ‎ومثنياً‎ ‎على‎ ‎تضحيات‎ ‎الجيش‎ ‎اليومية‎ ‎في‎ ‎حماية‎ ‎الوطن‎ ‎والمواطنين‎ ‎،‎
خلال‎ ‎المقابلة،‎ ‎أكد‎ ‎النائب‎ ‎الحجار‎ ‎على‎ ‎حتمية‎ ‎تنفيذ‎ ‎قرار‎ ‎حصرية‎ ‎السلاح‎ ‎بيد‎ ‎الدولة‎ ‎اللبنانية،‎ ‎مشيراً‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎القرار‎ ‎قد‎ ‎اتُّخذ‎ ‎بشكل‎ ‎واضح‎ ‎لا‎ ‎عودة‎ ‎عنه‎ ‎وهو‎ ‎مدعوم‎ ‎ومؤيّد‎ ‎من‎ ‎الغالبية‎ ‎الساحقة‎ ‎من‎ ‎اللبنانيين‎ ‎، و سينفذ ضمن الإطار الزمني المحدد كما أعلن فخامة الرئيس العماد ‏جوزيف عون . وأوضح أن حزب الله أعلن رفضه لهذا القرار، إلا أن المصلحة الوطنية تقتضي التزام الحزب وقبوله به ، لما فيه خير ‏لبنان وأمن بيئته ومجتمعه ، وإلا يكون لبنان قد دخل في مرحلة صعبة جدا .
‏ كما شدد النائب السابق محمد الحجار على أهمية حماية السلم الأهلي وتجنب أي مواجهة داخلية، مؤكداً أن الاشتباك مع الجيش اللبناني ‏لن يخدم أحداً، وأن أي صدام داخلي سيكون في مصلحة إسرائيل التي طالما سعت إلى إثارة الفتن و تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية ‏وعرقية متناحرة.
كما ذكّر بدور المحكمة الدولية التي أدانت عناصر من حزب الله في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبالأضرار الكبيرة ‏التي لحقت بلبنان نتيجة سياسات الحزب، مع التأكيد أن إسرائيل ستظل عدواً أساسياً للبنان.
وأشار إلى ضرورة التكاتف السياسي والوطني لدعم الجيش والقوى الأمنية الشرعية في حفظ الأمن والاستقرار و ضرورة توفير
كل أشكال الدعم لها لحماية لبنان وشعبه بكل تلاوينه وشرائحه، لافتاً إلى أن أي تأجيل للاستحقاقات الديمقراطية، كـ الانتخابات النيابية ‏القادمة في شهر أيار المقبل ، لا يخدم المصلحة الوطنية. كما عبّر عن الأمل في أن يسهم الدعم العربي والدولي، وخاصة من السعودية ‏و دول الخليج العربي وفرنسا ، في تعزيز قدرات الجيش، بحيث يستعيد مكانته ودوره في حماية البلاد.
وختم النائب محمد الحجار بالتأكيد على أن الجيش اللبناني، بدعم الشعب بكل أطيافه، هو الضمانة الوحيدة لاستقرار لبنان ووحدته، وأن ‏أي حل لا يمكن أن يقوم إلا عبر الدولة اللبنانية السيدة الحرة المستقلة، وفق ما نصّ عليه اتفاق الطائف.‏

الأخبار عبر البريد الإلكتروني

اشترك الآن لتصلك الأخبار إلى بريدك الإلكتروني

Leave A Comment