لبنان أمام منعطف خطير والجيش جاهز لكل الاحتمالات

Last Updated: أغسطس 17, 2025Categories: أخبار كندا, أخبار لبنان

الحدث-كندا

 في خطوة غير مسبوقة منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، تجد السلطات اللبنانية نفسها أمام تحدٍّ مصيري بعد إعلانها خطة لنزع سلاح حزب الله بحلول نهاية العام الجاري، في إطار تطبيق ما جاء في الاتفاق على وقف الحرب بين اسرائيل وحزب الله والتي وضعها توم باراك  وسط ضغوط أمريكية وتهديدات إسرائيلية متصاعدة.

الرئيس اللبناني جوزاف عون، وفي مقابلة بثتها قناة العربية الأحد، أكد أنّ الدولة تسعى إلى “تجنّب أي خضّات داخلية أو خارجية”، مشدداً على أن اللبنانيين “تعبوا من الحروب والأزمات”. غير أنّ كلامه أتى في ظل رفض قاطع من حزب الله الذي اعتبر القرار “تنفيذاً للأوامر الأمريكية والإسرائيلية”، محذّراً من أنّ المضي به قد يفتح الباب أمام “حرب أهلية وفتنة داخلية”.
واكد عون ان لا خوف من اية مشاكل أمنية على الحدود مع سوريا قالجيش اللبناني جاهز على الحدود كما في الداخل.

ورقة باراك… بين القبول والتصعيد

الموقف اللبناني تزامن مع عودة الموفد الأمريكي توم باراك إلى بيروت مساء اليوم الاحد، في أول زيارة له منذ تكليف الحكومة الجيش إعداد خطة عملية لتجريد الحزب من سلاحه. باراك طرح ورقة على المسؤولين تتضمن آليات للتنفيذ، وأوضح عون أنّ الحكومة درستها وقدمت ملاحظاتها ووافقت عليها، مضيفاً: “الكرة الآن في ملعب إسرائيل، فلتعطِ موافقتها أيضاً”.

عون كشف أن السلطات كانت أمام خيارين لا ثالث لهما: إما السير بورقة باراك على أمل إلزام إسرائيل بها، أو رفضها مع تحمّل تبعات التصعيد الإسرائيلي، بما في ذلك عزلة اقتصادية خانقة وهجمات عسكرية متكررة. وقال بلهجة حادة: “إذا كان لدى أحد خيار ثالث يحقق الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الأسرى وترسيم الحدود وإنعاش الاقتصاد، فليتفضل ويطرحه”.

حزب الله: السلاح خط أحمر

في المقابل، يصرّ حزب الله على أن سلاحه غير قابل للنقاش ما دام “العدوان الإسرائيلي مستمراً”، مشيراً إلى بقاء القوات الإسرائيلية في خمس نقاط حدودية جنوب لبنان على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، اتهم الحكومة بـ”المغامرة بأمن اللبنانيين عبر تبني الإملاءات الخارجية”، مؤكداً أن الحزب لن يقف متفرجاً إذا استمر الضغط عليه.

تهديدات إسرائيلية بعمليات أوسع

إسرائيل من جانبها تبرّر غاراتها المتكررة على لبنان باستهداف “عناصر وبنى تحتية تابعة لحزب الله”، لكنها لوّحت في الآونة الأخيرة بتوسيع نطاق عملياتها العسكرية إذا لم تبادر السلطات اللبنانية إلى تفكيك ترسانة الحزب. هذه التهديدات تأتي بعد أشهر من مواجهات دامية تكبّد خلالها الحزب خسائر وصفت بـ”القاسية”، ما زاد المخاوف من جولة عنف جديدة.

مشهد داخلي متوتر ومستقبل غامض

المشهد اللبناني اليوم يتأرجح بين قرار رسمي تاريخي لم تُحسم نتائجه بعد، ورفض شعبي وحزبي عريض يرى في السلاح “عنصر قوة بوجه إسرائيل”. وبين هذين الحدّين، تبدو البلاد مهدّدة بخيارات أحلاها مُر: إما مواجهة مباشرة مع حزب الله في الداخل، أو مواجهة مفتوحة مع إسرائيل في الخارج.

وفي انتظار ما ستسفر عنه لقاءات باراك مع كبار المسؤولين اللبنانيين الاثنين، يبقى السؤال الأبرز: هل ينجح لبنان في اجتياز هذا المنعطف من دون أن ينزلق مجدداً إلى أتون حرب مدمّرة؟

الأخبار عبر البريد الإلكتروني

اشترك الآن لتصلك الأخبار إلى بريدك الإلكتروني