الحدث-كندا-ترجمة
تجمع مئات الكنديين والأمريكيين صباح السبت لتشكيل سلاسل بشرية على جانبي الحدود بين البلدين، في مبادرة رمزية تهدف إلى التأكيد على عمق أواصر الصداقة والتعاون، في وقت تتصاعد فيه التوترات منذ أشهر على خلفية النزاع بشأن الرسوم الجمركية.
على الجانب الكندي، نُظمت المسيرة في فريليجسبورغ، الواقعة على بُعد نحو 20 كيلومتراً جنوب غرب ساتون، فيما احتشد المشاركون في بلدة بيركشاير بولاية فيرمونت على الجانب الأمريكي.
انطلقت الفعالية عند الساعة الحادية عشرة صباحاً بكلمات افتتاحية أعقبتها عروض فنية. وقالت المخرجة والكاتبة أناييس باربو لافاليت، المؤسسة المشاركة لحركة “أمهات في الجبهة” التي تولت تنظيم اللقاء، إن الهدف من التحرك هو “تأكيد تعاطفنا وتضامننا، والتذكير بأننا قوة مضادة، نملك الحق في التأثير في مجريات الأمور، وهذا أمر ضروري في وقت يشعر فيه الكثيرون بالعجز”.
من جانبها، اعتبرت لور واريديل، الشريكة في المبادرة نفسها، أن الحدث حقق نجاحاً لافتاً، مؤكدة: “أشعر بالأمل لأن هذا العدد الكبير من الناس خرجوا رغم الطقس الحار. ما قيل وشعرنا به اليوم يُظهر أننا نريد أن نكون معاً، أن نقاوم معاً، وأن نحمي حقوقنا الأساسية معاً. هناك الكثير مما يجمعنا عبر الحدود التي تفرقنا”.
وأوضحت واريديل أن الرسالة موجهة ليس فقط إلى إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، بل أيضاً إلى قوى المقاومة المنتشرة في أمريكا الشمالية، داعيةً إلى توحيد الصفوف من أجل بناء قوة مجتمعية قادرة على إحداث التغيير. وأضافت: “كل التحولات الكبرى في التاريخ كانت ثمرة مبادرات شعبية. لا يمكننا أن نسمح بتدهور الوضع كما هو”.
على الجانب الأمريكي، عبر مشاركون عن حنينهم للعلاقات الطبيعية بين الشعبين. وقال أحدهم: “أتذكر عندما كانت بحيرة شامبلين مليئة بقوارب من كيبيك. أفتقد ذلك العالم، وأفتقد فرحة الناس على متن القوارب”. فيما شدد آخر على شجاعة المشاركين رغم المخاوف: “عندما تكون شخصاً عادياً مثلي، يتطلب الأمر شجاعة للمشاركة. أخشى مثلاً أن تضعني الحكومة الأمريكية على قائمة المراقبة، ما قد يسبب مشاكل على الحدود”.
أما مشارك أمريكي مقيم في كندا، فقد وصف الحدث بأنه مؤثر للغاية، مضيفاً: “ما نشهده اليوم يذكرني كثيراً بما حدث في ثلاثينيات القرن الماضي في أوروبا. إذا لم ترَ ذلك فأنت لا تنتبه. نحن نراه جميعاً، ولهذا علينا أن نبقى متحدين”.
بهذا التحرك الرمزي، نجح المشاركون في تحويل الحدود الفاصلة إلى مساحة لقاء وتلاقي، رافعين رسالة تضامن عابرة للجغرافيا، تؤكد أن إرادة الشعوب قادرة على تخطي الانقسامات السياسية والاقتصادية.
راديو كندا