للعمل الإنساني عنوان واحد في مونتريال…
قد يكون العمل الإنساني في لبنان في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة هو الأصعب من بين الصعوبات الكثيرة، التي تواجه اللبنانيين في حياتهم اليومية. وما لم يكن من بين الدوافع الإنسانية ما لدى الساعي إليها والقائم بها شغف الخدمة المجانية (مجانًا أُعطيتم، مجانًا أعطوا) فإن أي عمل يقوم به لن يؤتى الثمار المرجوة، ولن يصل إلى الهدف السامي، الذي يسعى إليه. فمع الثقة والايمان والمثابرة والتضحية لا بدّ من أن تثمر كل الجهود المبذولة خيرًا عامًّا.
ليست المرّة الأولى التي يفتح بها راعي أبرشية مار مارون في كندا المطران بول مروان تابت أبواب المطرانية أمام جميع الذين يقصدونها لأهداف سامية وإنسانية. فدار المطرانية في مونتريال أصبحت محجّة للوافدين من لبنان كما للبنانيين المغتربين المقيمين في مونتريال وضواحيها. هي باعتراف الجميع مقصد وملجأ وحضن دافئ وقلب محب ومعطاء ويد ممدودة لعمل الخير، بالتعاون مع جمعية LCF في كومنريال.
ليس سهلًا على نانسي حنا باسيل (IRAP)، ولا على فاديا صافي ( SESOBEL)، ولا على اللّا بيطار (جمعية مار منصور دي بول)، ولا على آمال فرحات (جمعيّة الطفل اللبناني)، أن يتحمّلن مشقة السفر، بدعوة من جمعية LCF ويأتين إلى كندا لعرض ما يقمن به من خلال الجمعيات الخيرية المنخرطات بها، والمرتبطات ايمانيًا بكل ما له علاقة بخدمة الإنسانية، أيًّا كانت جنسية هذا الانسان المتلقي، صغيرًا كان أم كبيرًا.
من منّا لا يعرف ما تقدمه هذه الجمعيات الإنسانية من خدمات مجانية، كل في مجالها. فجمعية IRAP، كما تقول السيدة نانسي حنا باسيل، تقدّم برامج التأهيل السمعي–اللغوي والدمج المدرسي وصولًا إلى الشهادة الرسميّة (البروفيه)، بما يتطلّبه ذلك من أجهزةٍ مساعدة وصيانةٍ دوريّة وعلاجاتٍ مرافقة ونقلٍ مهيّأ ووجبةٍ يوميّة متوازنة للأطفال. ومع تقلّص دعم الدولة وتراجع قدرة الأهالي، طوّرت المؤسّسة تمويلًا ذاتيًا عبر مشاغل إنتاج ومعارض موسميّة وكافيتيريا مجتمعية تؤمّن أيضًا فرص تدريبٍ وتشغيل للشباب ذوي الإعاقة.
أمّا جميعية SESOBEL ، كما تقول السيدة فاديا صافي، فتقوم بالتشخيص والدعم الطبي–العلاجي، ثمّ التربية المتخصّصة حتى سنّ 14 عامًا، إضافة إلى المشاغل المحميّة والتأهيل المهني؛ مع الإشارة إلى التراجع الكبير في التمويل الذاتي بعد الأزمة وانكماش القدرة الإنتاجية لمشاغل الشوكولا والبسكويت بسبب القيود الاقتصادية والمصرفية.
أمّا بالنسبة إلى جمعية مار منصور دي بول فهي تلبي، وفق ما قالته السيدة الّا بيطار، حاجات كلّ منطقة (مطابخ اجتماعية، مساعدات مدرسية وصحية، مستوصفات)، إضافةً إلى رعاية المسنّين ومدرسة “نصف مجانية” في برج حمّود؛ مؤكّدةً أنّ العمل تطوّعي وأنّ كل مساهمة تُوجَّه مباشرةً إلى الخدمة وفق حاجات الناس في الميدان.
أمّا جمعيّة الطفل اللبناني، وعلى لسان السيدة آمال فرحات، فتعمل منذ خمسين عامًا إلى جانب الأطفال الأكثر هشاشة في لبنان. رسالتها مرافقة الأطفال وحمايتهم وإعادة الأمل إلى من تعرّضوا لسوء معاملة أو إهمال أو يواجهون اضطرابات تعلّمية، وسط سياق من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتلاحقة. تعتمد AFEL مقاربةً تربوية ونفسيّة–اجتماعية متكاملة تؤمّن للأطفال فضاءً آمنًا لإعادة البناء وتمكينهم من تصور مستقبلٍ أفضل.
وفي غمرة هذا الجو من العطاء لا يمكن أن ينسى المرء ما تقوم به رئيسة LCF السيدة نيكول عبد المسيح من نشاطات على مدى خمسة وعشرين سنة، وما أدّى تحركها من ثمار قائمة على شبكة ثقة تربط الحاجة بالمساهم، وهي تقوم بهذا الدور على مدى خمسة وعشرين سنة من دون انقطاع لما تقدمه من خدمات إنسانية لهذه الجمعيات في لبنان، وأقامت للسيدات المهتمات بهذه الجمعية حفلًا تعريفيًا في مونتريال لشكرهن على تعاونهن. وكانت مناسبة للتعبير عن مدى الامتنان لما تقدمه جمعية LCF من خدمات إنسانية واجتماعية في كافة المجالات.
أخيرًا وليس آخرًا ما تقوم به هذه الجمعيات هي اختصار لما علمنّا إياه المعلم “فكل ما تفعلونه مع أحد أخوتي هؤلاء الصغار فمعي تفعلونه”.
الأخبار بالفيديو

الأخبار عبر البريد الإلكتروني
اشترك الآن لتصلك الأخبار إلى بريدك الإلكتروني

