رسالة قواتية حاسمة إلى المغتربين: تسجّلوا بكثافة…صوتكم يصنع التغيير

اندريه قصاص
في صالة دافئة كان فيها خفق القلوب الممتزج برغبة اللقاء، الذي تخطّى الحدود الجغرافية ما بين كندا ولبنان، وليختصر المسافات برّفة عين.
ففي كل مرة يجتمع أبناء الانتشار اللبناني مع أي مسؤول في القوات اللبنانية، لا يكون اللقاء مجرّد محطة سياسية أو زيارة بروتوكولية عابرة. إنه أشبه بعودة الروح إلى الجسد، بالنبض إلى القلب، بالوطن إلى أبنائه. فالمغتربون، على الرغم من بعدهم آلاف الكيلومترات عن أرض الأرز، ما زالوا يحملون لبنان في وجدانهم لا كصورة في الذاكرة فحسب، بل كرسالة حياة ورسالة شهادة.
هنا، في بلاد الاغتراب، حيث تتعانق أفكار “القواتيين” تحت سقف واحد، يدخل مسؤول الانتشار في القوات اللبنانية، النائب السابق عما واكيم، فلا يُستقبل كضيف، بل كامتداد طبيعي للهوية، وكجسر يعيد وصل ما انقطع، ويؤكد أن الانتشار ليس خارج الوطن، بل هو قلب الوطن النابض في الخارج.
ففي لحظات من الود والالتقاء، شعر المغترب القواتي بأنّ الوطن قد حضر إليه شخصياً، حمل همومه، سمع نبض عائلته المعلّقة بين الحنين والالتزام، وأعاد إليه اليقين بأن لبنان ليس أرضاً تركوها وراءهم، بل هو أرض تسكن في داخلهم. هنا يصبح اللقاء صلاة وطنية عميقة؛ صلاة خاشعة من أجل الحرية والسيادة والكرامة، لا تُقال بالكلمات فقط، بل تُعلن بالعهد المتجدد: لن نترك لبنان يسقط، ولن نسمح بأن يُمحى تاريخنا أو تُغتال رسالتنا.
هذا اللقاء ليس مجرد حنين إلى الماضي، بل شراكة في صناعة المستقبل. هذا ما حرص السيد واكيم على إيصاله في هذا اللقاء الجامع، والذي يبشر بأن الحشد القواتي في الانتخابات المقبلة سيكون أكثر تأثيرًا وصلابة من العام 2022. فالانتشار بالنسبة إلى القوات اللبنانية هو كقوة فاعلة ومؤثرة في القرار الوطني.
فالمغترب بالنسبة إلى القيادة القواتية، وهذا ما شدّد عليه واكيم، ليس “شاهداً من بعيد”، بل هوجزء أساسي من المعادلة الوطنية. وصوته لم يعد صدى لوجع داخلي، بل صار قوة اقتراح وتوجيه ورسم استراتيجيات طويلة الأمد تحفظ هوية لبنان في الداخل والخارج على حد سواء.
فحين تجتمع الوجدانيات بالثوابت السياسية، تتحوّل القاعة إلى مساحة حرة تعلو فيها الهامات وتلمع فيها العيون. ولا يعود الحديث عن الوطن مجرد ذكرى وحنين وجداني، بل عن قضية لها من يحميها ومن يسعى لإعادة الدولة إلى مكانتها، وأن الانتشار هو العمق الاستراتيجي لهذه القضية.
وهنا تتجلى الحقيقة الكبرى، إذ أن القوات اللبنانية لم ترَ يوماً في الانتشار ملجأ للهاربين من الأزمة، بل رأته خزاناً للطاقة الوطنية، عمقاً استراتيجياً يعزّز حضور لبنان على الخارطة العالمية، وامتداداً طبيعياً لمشروع الدولة القوية السيدة الحرة.
في ختام كل لقاء، لا ينصرف الحضور كما جاؤوا. فهم يدخلون بقلوب مفعمة بالحنين، ويخرجون بقلوب مملوءة بالرسالة. يدخلون كأفراد لكل منهم مشاغله وهمومه اليومية، ويخرجون كجبهة واحدة تحمل قضية واحدة وتلتزم بمسار واضح: دعم مشروع الدولة، تثبيت الهوية، والوقوف في خط الدفاع الأول عن لبنان الرسالة.
ذلك اللقاء بين المغتربين ومسؤول الانتشار ليس مجرد تبادل كلمات، بل هو تجديد للقسم. قسم بأن لبنان لن يُترك وحيداً، وأن دموع الاغتراب ستتحوّل إلى قوة تحمي الحلم الذي وُلد في الجبال، والذي سيبقى حيّاً ما دام هناك لبناني يرفع الراية في أي بقعة من العالم.
في النهاية، لا يُقاس لبنان بمساحته الضيقة، بل باتساع قلوب أبنائه المنتشرين الذين يقولون له في كل لقاء: قد نكون بعيدين عنك بالجسد، لكننا أقرب إليك من نبض القلب ومن نبض التاريخ ذاته.
ومن خلال الانتخابات النيابية المقبلة سيقول المغترب كلمته الفاصلة، وسيكون لصوته فعل الكلمة الحرة، وسيشكّل الفرق، كل الفرق، وسيصنع التغيير. فالانتخابات بالنسبة إليه لن تكون في 15 أيار، بل يجب أن تكون في 20 تشرين الثاني المقبل، أي في الموعد المحدّد لانتهاء تسجيل المغتربين.
الأخبار بالفيديو

الأخبار عبر البريد الإلكتروني
اشترك الآن لتصلك الأخبار إلى بريدك الإلكتروني

