خيرالله في ذكرى اغتيال داني شمعون : دماء الشهداء عهدٌ ووصيةٌ في رقاب الأحرار
الحدث كندا خاص
رؤوف نجم
اغتيل رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» داني شمعون نجل الرئيس كميل شمعون، رمياً بالرصاص مع زوجته إنغريد عبد النور وطفليه طارق (7 سنوات) وجوليان (5 سنوات) في شقتهم في بعبدا/الحازمية مساء الأحد 21 تشرين الأول/أكتوبر 1990، فيما نجت ابنتهما الرضيعة تمارا. جاء الاغتيال بعد ثمانية أيام على دخول الجيش السوري قصر بعبدا وإنهاء حكومة العماد ميشال عون الانتقالية، في مرحلة مفصلية من ختام الحرب الأهلية.
بعد خمسٍ وثلاثين سنة على اغتيال داني شمعون وعائلته، لا تزال الجريمة جرحاً نازفاً في الذاكرة الوطنية، ودليلاً على زمنٍ حاولت فيه الرصاصات إسكات مشروع دولة وسيادة. فالرجل الذي كان يُنظَر إليه بوصفه «مشروع رئيس» حمل خطاباً صريحاً عن لبنان السيادة والحرية والاستقلال، وعن مؤسسات شرعية تحمي المواطن وتضع السلاح حصراً بيد الدولة. اغتياله لم يكن حادثة عابرة في آخر الحرب، بل منعطفاً ألقى بثقله على ما تلا من تسوياتٍ وخرائط نفوذ، ورسّخ سؤال العدالة والذاكرة ودور الاغتيال السياسي في رسم المصائر.
بالمناسبة، أُقيم اليوم الأحد 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 قدّاسٌ في كاتدرائية مار مارون – مونتريال، لراحة نفوس الشهيد داني شمعون وزوجته وطفليه، ترأّسه سيادة المطران بول-مروان تابت وعاونه المطران جوزيف معوّض، الزائر كندا بدعوةٍ من المطران تابت، والخوري طوني زيادة. وفي عظته، توقّف المطران تابت عند معنى استشهاد الرئيس داني شمعون وعائلته، مقدّمًا تعازيه إلى قيادة وأعضاء حزب «الوطنيين الأحرار» في لبنان وكندا. وبعد تلاوة الإنجيل، توجّه المطران معوّض إلى أبناء الاغتراب داعيًا إياهم إلى التمسّك بالأرض واستعادة الجنسية، وحثّ حكومات بلدان الانتشار على مؤازرة لبنان، مشيرًا إلى أنّ هذا اليوم هو عيد «تقديس البيعة» وبداية السنة الطقسية، حيث نستذكر «التدبير الخلاصي» وننال ثمرته عبر الذبيحة الإلهية؛ كما استعاد ذكرى الشهيد داني شمعون وعائلته، وجدّد التعازي لأفراد الحزب في كندا ولبنان
وألقى رئيس فرع «الأحرار» في مونتريال المهندس جوزف خيرالله كلمة جاء فيها:
«بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لاستشهاد داني شمعون وعائلته
نصلي اليوم على راحة نفس الشهيد داني شمعون، وزوجته انغريد وطفليهما طارق وجوليان، الذين سقطوا غدراً في مثل هذا اليوم من عام 1990، فقط لأنهم آمنوا بلبنان السيادة والحرية والاستقلال.
في هذه الذكرى الأليمة، نستذكر رجلاً كان مشروع رئيس جمهورية لبنانية حقيقية، جمهورية تُبنى على أسس السيادة الكاملة، والكرامة الوطنية، والقرار الحر. داني شمعون لم يكن مجرد نجل الرئيس الراحل كميل شمعون، بل كان امتداداً لنهج وطني صلب، حمل راية الوطن فوق كل انتماء، وسعى لأن يكون لبنان وطناً سيداً حراً مستقلاً، لا تابعاً ولا أسيراً لأي وصاية أو سلاح خارج الدولة.
اغتيل داني شمعون لأنهم خافوا منه، لأنهم أدركوا أنه كان قادراً على إعادة إحياء الحلم اللبناني، حلم الدولة القوية، والديمقراطية الحقيقية، والمؤسسات الشرعية التي تحمي المواطن لا التي تهيمن عليه.
اغتيل لأنه كان رمزاً للأحرار، وصوتاً يرفض أن يُكمم، وقلباً نابضاً بالإيمان بلبنان الرسالة والحرية.
إننا في حزب الوطنيين الأحرار، وفي فرع كيبيك – كندا، نؤكد اليوم أننا ماضون على النهج ذاته، على خط السيادة والمقاومة السياسية السلمية، دفاعاً عن كيان لبنان وهويته الحرة.
لن تُنسى تضحيات داني شمعون، ولن يُمحى اسمه من ذاكرة الوطن، لأن دمه ودماء عائلته الطاهرة أصبحت عهدًا ووصيةً في رقاب كل الوطنيين الأحرار.
رحم الله داني شمعون وعائلته، وليبقى لبنان الذي حلموا به، وطناً لا يُقتل فيه الأحرار، ولا يُغتال فيه الحلم.
عاش لبنان، حراً، سيداً، مستقلاً».
ورحّب خيرالله بالحضور، وبينهم: حضرة النائبة صونا لاخويان أوليفيه، حضرة النائبة أليس أبو خليل، حضرة المحامي جوزف دُرّه؛ ومن الأحزاب اللبنانية: مفوّض كندا لحزب الوطنيين الأحرار السيد جورج شمعون والوفد المرافق، حزب الكتائب اللبنانية السيدة جاكلين طنّوس، حزب القوات اللبنانية السيد رشدي رعد؛ كما حضرت جمعية «لابورا» ممثَّلة بالدكتور ملحم طوق. وشاركت «جريدة الحدث كندا» ممثَّلة بالسيد رؤوف نجم.
بهذا القداس وكلمات الوفاء التي رافقته، جدّد أبناء الجالية اللبنانية في مونتريال التزامهم بذاكرة الشهداء، وبأن اغتيال الحلم لا يلغي الحق في دولةٍ عادلةٍ وسيّدة، بل يضاعف الإصرار على بناء لبنان الذي أراده داني شمعون: حرّاً، سيّداً، مستقلاً.
الأخبار بالفيديو

الأخبار عبر البريد الإلكتروني
اشترك الآن لتصلك الأخبار إلى بريدك الإلكتروني














