‏ خيرالله في ذكرى اغتيال داني شمعون ‎‏ : دماء الشهداء عهدٌ ووصيةٌ في رقاب الأحرار

Last Updated: نوفمبر 2, 2025Categories: أخبار كندا, الجالية في مونتريال وكندا

الحدث كندا خاص
رؤوف نجم
اغتيل رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» داني شمعون نجل الرئيس كميل شمعون، رمياً بالرصاص مع زوجته إنغريد عبد النور ‏وطفليه طارق (7 سنوات) وجوليان (5 سنوات) في شقتهم في بعبدا/الحازمية مساء الأحد 21 تشرين الأول/أكتوبر 1990، فيما نجت ‏ابنتهما الرضيعة تمارا. جاء الاغتيال بعد ثمانية أيام على دخول الجيش السوري قصر بعبدا وإنهاء حكومة العماد ميشال عون ‏الانتقالية، في مرحلة مفصلية من ختام الحرب الأهلية‎.‎
بعد خمسٍ وثلاثين سنة على اغتيال داني شمعون وعائلته، لا تزال الجريمة جرحاً نازفاً في الذاكرة الوطنية، ودليلاً على زمنٍ حاولت ‏فيه الرصاصات إسكات مشروع دولة وسيادة. فالرجل الذي كان يُنظَر إليه بوصفه «مشروع رئيس» حمل خطاباً صريحاً عن لبنان ‏السيادة والحرية والاستقلال، وعن مؤسسات شرعية تحمي المواطن وتضع السلاح حصراً بيد الدولة. اغتياله لم يكن حادثة عابرة في ‏آخر الحرب، بل منعطفاً ألقى بثقله على ما تلا من تسوياتٍ وخرائط نفوذ، ورسّخ سؤال العدالة والذاكرة ودور الاغتيال السياسي في ‏رسم المصائر‎.‎
بالمناسبة، أُقيم اليوم الأحد 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 قدّاسٌ في كاتدرائية مار مارون – مونتريال، لراحة نفوس الشهيد داني ‏شمعون وزوجته وطفليه، ترأّسه سيادة المطران بول-مروان تابت وعاونه المطران جوزيف معوّض، الزائر كندا بدعوةٍ من المطران ‏تابت، والخوري طوني زيادة. وفي عظته، توقّف المطران تابت عند معنى استشهاد الرئيس داني شمعون وعائلته، مقدّمًا تعازيه إلى ‏قيادة وأعضاء حزب «الوطنيين الأحرار» في لبنان وكندا. وبعد تلاوة الإنجيل، توجّه المطران معوّض إلى أبناء الاغتراب داعيًا إياهم ‏إلى التمسّك بالأرض واستعادة الجنسية، وحثّ حكومات بلدان الانتشار على مؤازرة لبنان، مشيرًا إلى أنّ هذا اليوم هو عيد «تقديس ‏البيعة» وبداية السنة الطقسية، حيث نستذكر «التدبير الخلاصي» وننال ثمرته عبر الذبيحة الإلهية؛ كما استعاد ذكرى الشهيد داني ‏شمعون وعائلته، وجدّد التعازي لأفراد الحزب في كندا ولبنان
وألقى رئيس فرع «الأحرار» في مونتريال المهندس جوزف خيرالله كلمة جاء فيها‎:‎
‎«‎بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لاستشهاد داني شمعون وعائلته
نصلي اليوم على راحة نفس الشهيد داني شمعون، وزوجته انغريد وطفليهما طارق وجوليان، الذين سقطوا غدراً في مثل هذا اليوم من ‏عام 1990، فقط لأنهم آمنوا بلبنان السيادة والحرية والاستقلال‎.‎
في هذه الذكرى الأليمة، نستذكر رجلاً كان مشروع رئيس جمهورية لبنانية حقيقية، جمهورية تُبنى على أسس السيادة الكاملة، ‏والكرامة الوطنية، والقرار الحر. داني شمعون لم يكن مجرد نجل الرئيس الراحل كميل شمعون، بل كان امتداداً لنهج وطني صلب، ‏حمل راية الوطن فوق كل انتماء، وسعى لأن يكون لبنان وطناً سيداً حراً مستقلاً، لا تابعاً ولا أسيراً لأي وصاية أو سلاح خارج الدولة‎.‎
اغتيل داني شمعون لأنهم خافوا منه، لأنهم أدركوا أنه كان قادراً على إعادة إحياء الحلم اللبناني، حلم الدولة القوية، والديمقراطية ‏الحقيقية، والمؤسسات الشرعية التي تحمي المواطن لا التي تهيمن عليه‎.‎
اغتيل لأنه كان رمزاً للأحرار، وصوتاً يرفض أن يُكمم، وقلباً نابضاً بالإيمان بلبنان الرسالة والحرية‎.‎
إننا في حزب الوطنيين الأحرار، وفي فرع كيبيك – كندا، نؤكد اليوم أننا ماضون على النهج ذاته، على خط السيادة والمقاومة السياسية ‏السلمية، دفاعاً عن كيان لبنان وهويته الحرة‎.‎
لن تُنسى تضحيات داني شمعون، ولن يُمحى اسمه من ذاكرة الوطن، لأن دمه ودماء عائلته الطاهرة أصبحت عهدًا ووصيةً في رقاب ‏كل الوطنيين الأحرار‎.‎
رحم الله داني شمعون وعائلته، وليبقى لبنان الذي حلموا به، وطناً لا يُقتل فيه الأحرار، ولا يُغتال فيه الحلم‎.‎
عاش لبنان، حراً، سيداً، مستقلاً‎».‎
ورحّب خيرالله بالحضور، وبينهم: حضرة النائبة صونا لاخويان أوليفيه، حضرة النائبة أليس أبو خليل، حضرة المحامي جوزف دُرّه؛ ‏ومن الأحزاب اللبنانية: مفوّض كندا لحزب الوطنيين الأحرار السيد جورج شمعون والوفد المرافق، حزب الكتائب اللبنانية السيدة ‏جاكلين طنّوس، حزب القوات اللبنانية السيد رشدي رعد؛ كما حضرت جمعية «لابورا» ممثَّلة بالدكتور ملحم طوق. وشاركت «جريدة ‏الحدث كندا» ممثَّلة بالسيد رؤوف نجم‎.‎
بهذا القداس وكلمات الوفاء التي رافقته، جدّد أبناء الجالية اللبنانية في مونتريال التزامهم بذاكرة الشهداء، وبأن اغتيال الحلم لا يلغي الحق ‏في دولةٍ عادلةٍ وسيّدة، بل يضاعف الإصرار على بناء لبنان الذي أراده داني شمعون: حرّاً، سيّداً، مستقلاً.‏

الأخبار عبر البريد الإلكتروني

اشترك الآن لتصلك الأخبار إلى بريدك الإلكتروني