الحدث كندا-خاص

رؤوف نجم

ورد تقرير على موقع AXIOS   يصف الضمانة القطرية  بـ«نسخة مخففة» من المادة 5، وخطوة أحادية سريعة تُكافئ قطر لدورها وتمنحها وزناً تفاوضياً، لكنها تبقى أقل صلابة قانونيًا من معاهدة دفاع.

ومن يقرأ تفاصيل تلك الخطوة  يفهم ان الإدارة الأميركية منحت قطر «ضمانة أمنية» وليس معاهدة دفاع. ويمكن ان يقال عنها امتياز خاص وتعويض واعتذار عما فعلته إسرائيل.

فتلك الضمانة هي  أحادية صدرت بمرسوم رئاسي غير مصدق عليها من مجلس الشيوخ، وهي  تسمح للأميركيين ان يتتعاملوا مع أي هجوم مسلح على أراضي قطر أو سيادتها أو بنيتها التحتية بوصفه «تهديدًا للسلم والأمن الأميركيَّين»، مع تعهّد باتخاذ إجراءات دبلوماسية واقتصادية، وإذا لزم، عسكرية. هذه صيغة تُشبه ، لكنها بعيدة  جداً ولا تساوي  المادة الخامسة في حلف الناتو التي تنص على اعتبار أي هجوم مسلّح على دولة عضو يُعدّ «هجومًا على جميع الأعضاء». وعند وقوعه، يتعهد كل عضو بأن يُساعِد الدولة المعتدى عليها باتخاذ «الإجراءات التي يراها لازمة»، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة. أي أن الالتزام تضامني لكنه يترك هامش تقدير لكل دولة في نوع وحجم المساعدة.. لم تُفعَّل المادة الخامسة رسميًا سوى مرة واحدة في تاريخ الناتو، لدعم الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وتعتبر المادة 5 حجر الزاوية في «الدفاع الجماعي» للناتو: «واحد للجميع والجميع للواحد» Un pour Tous eu Tous Pour Un   لكنها لا تفرض تلقائيًا شكلًا واحدًا من الردّ؛ بل تُلزم كل عضو بتقديم مساعدة «يَراها لازمة» عندما يُهاجَم حليف داخل نطاق المعاهدة.  وتأتي الخطوة في سياق أوسع لتحريك ملف غزة، وبعد أسابيع من ضربة إسرائيلية فاشلة في الدوحة استهدفت قيادات من «حماس»، ما ولّد ضغوطًا إقليمية وسياسية كبيرة ودفع واشنطن إلى «تعويض» الدوحة برفع مستوى الحماية والالتزام.

الضمانة مرسوم رئاسي وليست  معاهدة  فقد صدرت عبر أمر تنفيذي وليس معاهدة مصادَقًا عليها في مجلس الشيوخ؛ أي أنها أقل إلزامًا قانونيًا ويمكن للإدارة تغييرها مستقبلاً، بخلاف التزامات الناتو أو معاهدات الدفاع الثنائية التقليدية.

اما التداعيات وردود الفعل التي خلقتها الضمانة تمثلت في ارتباك وغيرة إقليميّيين فقد  أثارت الخطوة تساؤلات وامتعاضًا لدى دول شرق أوسطية أخرى تسعى لضمانات مماثلة أو ترتيبات أمنية بديلة، وادت الى تساؤلات عما إذا كانت واشنطن تفضّل التعامل أكثر مع قطر التي منحتها دور الوسيط المحوري في مفاوضات غزة.

تلك الحماية نسجت أسئلة لدى حلفاء الناتو  و مع ضغوط واشنطن على الأوروبيين لزيادة الإنفاق، يثير منح الـ «مظلّة خاصّة» لقطر نقاشًا حول تقاسم الأعباء وأولويات الالتزامات الأميركية. Axios

كما لم تحصل دولة عربية من قبل على التزامٍ أمني أميركي بهذه الصيغة. إذا استمر المرسوم وجرى تفعيله عمليًا، فقد يعيد رسم توازنات الردع والوساطة في الخليج وما حوله. Axios