الحدث كندا — خاص
رؤوف نجم
قالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن اجتماعاً غير عادي ومثير عُقد ليل الأربعاء الماضي في شرم الشيخ بين مبعوثَي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، وعددٍ من قادة حركة حماس، شكّل نقطة التحوّل التي أفضت إلى إبرام اتفاق السلام في غزة. وبحسب الرواية، منح ترامب موافقته الخاصة قبل يومٍ واحد فقط على عقد اللقاء إذا لزم الأمر لإقفال الثغرات الأخيرة في التفاوض.
العقبة الأساسية كانت خشية قيادة حماس من أن تستأنف إسرائيل الحرب فور إطلاق سراح رهائنها. وفي فيلا داخل منتجع «فور سيزونز» على البحر الأحمر، وبحضور كبار الوسطاء من قطر ومصر وتركيا ورئيسَي جهازي المخابرات المصري والتركي، أكّد ويتكوف وكوشنر لوفد حماس—الذي ترأّسه خليل الحيّة—أن ترامب «لن يسمح» بعودة القتال ما دامت الحركة تلتزم بكل ما عليها في المرحلة الأولى من الخطة. ونُقل عن ويتكوف قوله إن الرهائن باتوا «عبئاً أكثر من كونهم رصيداً»، وإن الوقت حان «لإعادة الناس إلى بيوتهم على جانبي الحدود». وبعد نحو 45 دقيقة، خرج الوسطاء ليبلغوا الأميركيَّين: «لدينا اتفاق».
هذا اللقاء كان الثاني المهم المباشر بين إدارة ترامب وحماس هذا العام، إذ سبقه في مارس/آذار مسار غير مسبوق من المباحثات قادَه مبعوث الرهائن آدم بوهلر في الدوحة، وأثار توتراً مع الحكومة الإسرائيلية التي اعترضت على القنوات المباشرة. لكن إصرار واشنطن على هذا المسار، وفق مصادر «أكسيوس»، ساعد في تذليل الشكوك لدى حماس بشأن تنفيذ أي صفقة.
تأتي هذه الكواليس بينما اكتملت، الاثنين، عملية الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين العشرين الأحياء كجزء من الاتفاق، بالتزامن مع جولة ترامب في المنطقة وحديثه عن «فجرٍ تاريخيّ لشرق أوسط جديد».
ولأن الاستعداد السياسي للمخاطرة، بلقاء مباشر مع حماس تحت رعاية وسطاء إقليميين،كان إشارة ثقة حاسمة دفعت المفاوضات إلى خط النهاية، ورسّخت التزام واشنطن بإنفاذ البنود المتّفق عليها.
تقارير متقاطعة في الصحافة الإسرائيلية والأميركية دعمت رواية «أكسيوس» بشأن لقاء شرم الشيخ ودور ويتكوف وكوشنر في كسر الجمود.
