تصعيد أمني جديد في جنوب لبنان واستراليا تحذر
الحدث كندا -خاص
شهد الجنوب اللبناني خلال الساعات الأخيرة سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية عبر الطائرات المسيّرة، ما يعكس تصعيدًا أمنيًا متسارعًا ينذر بتداعيات خطيرة على المدنيين والبنية التحتية في المنطقة. فقد أفاد مراسلنا بأن طائرة إسرائيلية أطلقت قنابل حارقة فوق غابة في بلدة اللبونة قرب الناقورة (قضاء صور)، فيما ألقت مسيّرة أخرى قنبلة صوتية في يارين، وأخرى قنبلة مشابهة في أطراف عديسة (قضاء مرجعيون). كما دمّرت طائرة إسرائيلية مسيّرة أخرى بعد سقوطها على سطح منزل في شبعا (قضاء حاصبيا).
إنذارات إسرائيلية وإجلاء سكان
التصعيد العسكري ترافق مع تحذيرات علنية أطلقها الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بالعربية، أفيخاي أدرعي، الذي نشر على حسابه في منصة “إكس” خريطة بالمباني المستهدفة، محذرًا سكان بلدات ميس الجبل، كفر تبنيت ودبين (أقضية مرجعيون ونبطية) من “هجمات وشيكة على بنى تحتية عسكرية لحزب الله”. وأكد أن على السكان إخلاء هذه الأبنية ومحيطها لمسافة لا تقل عن 500 متر، بذريعة أنها “مستخدمة من حزب الله”. وقد رُصد بالفعل نزوح عشرات السيارات من كفر تبنيت بعد هذه التحذيرات.
ارتدادات دبلوماسية و تحذير أسترالي
في موازاة هذا المشهد، أصدرت السفارة الأسترالية في بيروت بيانًا دعت فيه رعاياها إلى “إعادة النظر بجدوى السفر إلى لبنان” بسبب الوضع الأمني الهش. البيان أعاد التذكير بأن اتفاق وقف إطلاق النار المعلن بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر 2024 لم يمنع احتمال وقوع ضربات مفاجئة قد تشمل تعطيل مطار بيروت الدولي. كما صنّف مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت على المستوى الرابع من التحذير: “عدم السفر”.
قراءة في المشهد
هذا التطور الميداني يطرح ثلاثة مستويات من القراءة:
-
ميدانيًا: تكثيف استخدام المسيّرات الهجومية والاستطلاعية يؤكد أن إسرائيل باتت تعتمد على حرب “الأجواء المنخفضة” لتجنب الخسائر المباشرة والضغط على البيئة الحاضنة لحزب الله.
-
إنسانيًا: الإنذارات العلنية وإجبار السكان على الإخلاء يفتح الباب أمام موجة نزوح جديدة، ما يفاقم الأزمة الإنسانية في الجنوب الذي ما زال يترنح تحت آثار حرب الخريف الماضي.
-
دبلوماسيًا: تحذيرات السفارات، ولا سيما الأسترالية، تكشف هشاشة الوضع الأمني وتراجع ثقة المجتمع الدولي بقدرة لبنان على ضمان استقرار أمني دائم.
إن تزامن الاعتداءات الميدانية مع التحذيرات الدبلوماسية يعكس أن لبنان يقف على حافة مواجهة جديدة، حتى وإن كانت ضمن قواعد “الاشتباك المحسوبة”. ويبقى السؤال: هل ستتحول هذه العمليات المحدودة إلى حرب واسعة، أم ستبقى ضمن إطار الضغط المتبادل بين إسرائيل وحزب الله بانتظار تسوية إقليمية أشمل؟
الأخبار بالفيديو

الأخبار عبر البريد الإلكتروني
اشترك الآن لتصلك الأخبار إلى بريدك الإلكتروني

