بولتون : “تحرير لبنان” من حزب الله مدخل للسلام في الشرق الأوسط
الحدث-كندا-خاص
مجدداً، يعود اسم لبنان إلى واجهة النقاشات الدولية، وهذه المرّة عبر مقال لمستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون في صحيفة التليغراف حيث يطرح بولتون ما يشبه خريطة طريق: “تحرير لبنان من حزب الله” شرط للسلام في الشرق الأوسط.
لكن، هل يُختصر خلاص بلد غارق في أزماته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بهذا الشعار؟
يرى بولتون أن لبنان يقف أمام سؤال وجودي: إما النجاة من دوامة الحروب أو الغرق مجدداً في العنف. ويضع كل الأمل على الضربات الإسرائيلية ضد إيران وحلفائها بعد هجوم 7 أكتوبر، معتبراً أن ذلك غيّر المشهد الإقليمي.
غير أن هذا الطرح، رغم صلابته، يتجاهل حقيقة أن المعادلة اللبنانية أعقد بكثير: فهي ليست فقط صراعاً عسكرياً، بل شبكة مصالح داخلية وخارجية تتشابك فيها الطائفية بالسياسة، والعجز الاقتصادي بالنفوذ الإقليمي.
كما ان بولتون لم يوفر بعثة الأمم المتحدة في لبنان من انتقاده، معتبراً أن “اليونيفيل” فشلت وأن ولايتها التي تنتهي عام 2026 يجب أن تُطوى بلا رجعة. وهو محق في توصيف العجز، لكن السؤال الأهم يبقى: من سيملأ الفراغ؟
هل سيُعهد بذلك إلى الجيش اللبناني وحده، وسط أزمته التمويلية؟ أم أن الغرب سيجد نفسه مدعواً للتدخل المباشر، بما قد يفتح الباب أمام فترة وصاية جديدة؟
دعوة للتعاون مع إسرائيل
الأكثر إثارة للجدل في مقال بولتون هو دعوته لبنان إلى “مواصلة التعاون الوثيق مع إسرائيل”. هذه الفكرة، رغم أنها قد تُسوَّق كمدخل إلى الاستقرار، تصطدم بحقيقة أن الذاكرة الجماعية اللبنانية ما زالت مثقلة بالاجتياحات والاحتلالات، وأن أي خطوة غير مترافقة مع حل جذري للقضية الفلسطينية ستُقرأ داخلياً كخيانة قبل أن تُقرأ كفرصة سلام.
الى ذلك،يحلم بولتون بلبنان “متحرر” من حزب الله وإيران، تماماً كما كانت قرارات الأمم المتحدة قبل عقدين. لكن التجربة تُظهر أن الشعارات وحدها لا تكفي. فلبنان، بتركيبته الدقيقة، يحتاج إلى معادلة مركبة: إصلاح داخلي، دعم دولي ، وحوار إقليمي .
أما الاكتفاء بشعار “التحرير”، فهو أقرب إلى رغبة أيديولوجية منه إلى خطة واقعية لإنقاذ وطن يبحث عن بوصلة وجوده.
مقترحات بولتون لتحرير لبنان من حزب الله
دعا بولتون في مقاله إلى:
-تعزيز الجيش اللبناني كخيار وحيد لبسط السيادة.
-دعم السلطات المدنية لضمان عدم عودة حزب الله للتحكم بالقرار السياسي.
-التعاون الوثيق مع إسرائيل سواء في سياق الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب أو في إطار عملية نزع السلاح.
كما وصف بولتون مهمة قوات “اليونيفيل” بأنها فاشلة وغير فعّالة، ويرى أن انتهاء ولايتها بحلول 2026 سيكون فرصة لإعادة صياغة مقاربة جديدة.
واعتبر أن المجتمع الدولي أضاع سنوات طويلة في الاعتماد على بعثة “لم تمنع تهريب الأسلحة ولم تفرض تطبيق القرارات”.
ويرى أن التخلي عن اليونيفيل بات ضرورياً لصالح آليات ثنائية مباشرة بين لبنان والغرب.أبعاد إقليمية وتحولات في سوريا
لا يقتصر تحليل بولتون على لبنان وحده، بل يربطه بتحولات في سوريا والعراق واليمن.
ويشير إلى أن حزب الله وحماس والحوثيين وميليشيات العراق يشكّلون شبكة واحدة مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.
الا انه اشاد برفض دمشق زيارة علي لاريجاني ومنعه من دخول مجالها الجوي واعتبر هذا مؤشراً إلى تصدعات في النفوذ الإيراني الإقليمي.
مع ذلك، يحذّر من أن طهران لا تزال تملك أدوات ضغط قادرة على تعطيل أي مسار سياسي في المنطقة.
الأخبار بالفيديو

الأخبار عبر البريد الإلكتروني
اشترك الآن لتصلك الأخبار إلى بريدك الإلكتروني

