اورتاغوس تحاول ضبط قنوات التواصل الأمني بين لبنان واسرائيل

Last Updated: نوفمبر 1, 2025Categories: أخبار لبنان

الحدث كندا خاص

رؤوف نجم

شهدت بيروت زيارة «منخفضة الضجيج» للموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، التي عقدت سلسلة لقاءات مع القيادات اللبنانية بهدف تثبيت التهدئة على الجبهة الجنوبية وفتح نافذة سياسية تمنع الانزلاق إلى مواجهة أوسع. بدأت الزيارة بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه برّي في عين التينة، بمشاركة القائم بالأعمال الأميركي، حيث خُصِّص النقاش لضبط الخروقات المرتبطة بوقف إطلاق النار وآلية المتابعة الميدانية جنوبًا.

لاحقًا، استقبل رئيس الجمهورية جوزف عون أورتاغوس في بعبدا. وبحسب ما تسرّب من الأجواء، شدّدت الموفدة الأميركية على أن واشنطن تريد مسارًا واضحًا لإعادة حصرية السلاح إلى الدولة اللبنانيّة، وربط ذلك بالتزامات موازية لخفض وتيرة الغارات الإسرائيلية وتهيئة ظروف عودة الأهالي إلى بلداتهم. في المقابل، أكّد الرئيس تمسّك لبنان بوقف الاعتداءات وبتحسين شروط العيش في الجنوب كمدخل لتثبيت أي تهدئة قابلة للصمود.

الزيارة جاءت على وقع تصعيد إسرائيلي استهدف مواقع في الجنوب والشرق، ما أعاد رفع منسوب القلق من انهيار الهدنة التي وُقِّعت في تشرين الثاني/نوفمبر 2024. وقد تعاملت أورتاغوس مع هذا الواقع عبر تفعيل قنوات «الآلية/الميكانيزم» التي ترعاها الأمم المتحدة لمراقبة وقف النار، وسط حديث عن مشاركة أميركية مباشرة في اجتماعات الناقورة إلى جانب قيادة «اليونيفيل» والجيش اللبناني. رسائل أورتاغوس، بحسب مصادر سياسية وإعلامية لبنانية، تمحورت حول مسارين متلازمين: الأول أمنيّ ــــ تنفيذي قوامه تكثيف تنسيق «الآلية» وتحييد المدنيين، والثاني سياسيّ ــــ تفاوضي يفتح الباب أمام اتصالات غير مباشرة مع إسرائيل حين تتوافر شروط أكثر صلابة للتهدئة. وإذ خفّفت الزيارة من حدّة السجال الذي أثاره زميلها توم براك حول «نافذة الفرصة الأخيرة»، فإنّها لم تُفضِ إلى التزامات علنية تكبح الخروقات الإسرائيلية المتواصلة، ما أبقى نتائجها في خانة «إدارة المخاطر» لا حلّها.

اذن نجحت أورتاغوس في إعادة ضبط قنوات التواصل الأمني وإيصال موقف أميركي يفضّل تثبيت وقف النار وتمكين الدولة على حساب السلاح المتفلّت، لكن الحصيلة العملية ما زالت رهناً بميزان الميدان جنوبًا وباختبار قدرة الآلية الدولية ــ اللبنانية على الحدّ من التصعيد وتحويل «التهدئة الهشّة» إلى مسار أكثر ثباتًا.

 

الأخبار عبر البريد الإلكتروني

اشترك الآن لتصلك الأخبار إلى بريدك الإلكتروني