المطران تابت دعا الاحزاب المسيحية الى التعاون مع بكركي في هذه المرحلة الدقيقة

Last Updated: سبتمبر 9, 2025Categories: أخبار كندا, الجالية في مونتريال وكندا

الحدث-كندا-خاص

رؤوف نجم

احتفل قسم الكتائب اللبنانية في مونتريال يوم الاحد 7 أيلول 2025 في ذبيحة الهية بذكرى وفاة الشيخ بيار الجميّل مؤسس حزب الكتائب واستشهاد الشيخ بشير الجميّل واغتيال الشيخ بيار الجميّل. وأحيي الذبيحة اسقف كندا للموارنة سيادة المطران بول مروان تابت وعاونه الاب الفرد الحلو.

بعد الانجيل القى سيادته عظة ركّز فيها على عطاءات الكتائب التي امتزج تاريخها بتاريخ لبنان وعلى عطاءات آل الجميّل حتى الاستشهاد من أجل لبنان وشدد فيها على دورعائلة الجميّل منذ الشيخ بيار الجد مؤسس الحزب ودوره السياسي في بناء لبنان الحديث وعلى الدور الذي لعبه الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميّل في حماية لبنان منذ اندلاع الحرب اللبنانية وحتى انتخابه رئيساً واستشهاده كذلك الشيخ بيار امين الجميّل حتى اغتياله والدور الذي لا يزال يلعبه الشيخ سامي الجميّل الرئيس الحالي للحزب و الشيخ أمين الجميّل رئيس الجمهورية السابق. ودعا المطران تابت المسؤولين عن الاحزاب المسيحية الى الخروج من ذواتهم والالتفاف على الواقع الحاضر الذي هم به نحو ايجاد فسحة كافية فيها قاسم مشترك هو الحفاظ على المسيحيين في لبنان ودورهم الرائد. هنا تكمن أهمية القيادة للأحزاب المسيحية في هذه المرحلة الدقيقة من وجودهم وان يكون هناك تنسيق مع البطريركية المارونية حول هذا الموضوع من أجل مجتمع مسيحي قوي ضامن لحضوره خلال هذه المرحلة من المتغيرات على المنطقة وعلى الدول المجاورة للبنان وعلى لبنان.

ثم تكلم سيادته عن: قداسة الطوباويين بييرجورجيو فرسّاتي وكارلو أكوتيس و شدّد على أن حياتهما البسيطة واليومية – المليئة بالمحبّة والإفخارستيا وخدمة الفقراء – تحولت إلى شهادة مضيئة تدعو شباب اليوم إلى رفع أنظارهم “نحو العُلى”.

بعد القداس نزل الجميع الى صالة الكنيسة حيث القت رئيسة الفرع الكتائبي في مونتريال السيدة جاكلين طنوس كلمة جاء فيها:

اخوتي رفاق الدرب، أبناء الكتائب، أصدقاء الشهداء، والحضور الكريم من القيادات السياسية والحزبية، وممثلي الجمعيات والمؤسسات العاملة من أجل لبنان… أهلًا بكم جميعًا.

كلمتي اليوم ستكون على شقّين:
أوّلًا، شقّ وطني إنساني يعبّر عن إحساسنا بلبنان وبمسؤوليّتنا تجاهه؛
وثانيًا، شقّ حزبي يوضح معنى الانتماء إلى حزب الكتائب ورسالة هذا الانتماء وأهدافه.

نبدأ من الثابتة التي لا تتبدّل: نحن دعاة مصالحة ومصارحة، كما يسمّيها الشيخ سامي الجميّل. لا نريد خصومة مع أحد، بل قربًا من كلّ الناس، واتفاقًا على مبادئ وطريق واحد، لأنّ حرب لبنان لا تنتهي إلّا حين يكون الشعب هو من يقرّر ويحدّد مساره. لا نريد شعارات من نوع «بالروح بالدم»، نريد أن نعيش جميعًا لبنانيّين تحت سقف السيادة الوطنيّة والقانون.

سنوات الاغتراب لم تُنسِنا أصولنا. حياتنا في لبنان، أهلنا في لبنان، وأرضنا في لبنان. فلْيبدأ كلّ واحدٍ منّا بنفسه: كيف أتعامل مع اللبنانيّ الذي مثلي في الاغتراب؟ إلى أين نريد أن نصل؟ وما الذي يجمعنا لنؤكّد أنّ لبنان باقٍ لنا؟ شهداؤنا رحلوا لأجل كلّ واحدٍ منّا، فماذا نردّ لهم؟ فلنتعلّم من أخطائنا، ولنكمل الطريق على نهجٍ واحدٍ قوامه المحبّة والوحدة والصدق مع الذات.

في هذه الذكرى الأليمة والمجيدة في آنٍ معًا، نقف بخشوع أمام ذكريات صنعت مجدًا، وننحني أمام أسماءٍ كتبت تاريخ الكتائب ووجوهٍ ارتبطت بمستقبلٍ لم يكتمل لأنّهم استُشهدوا في منتصف الحلم.

نستذكر اليوم الشيخ بيار الجميّل، المؤسِّس، رجل الدولة والنهج، الذي رأى في لبنان وطنًا نهائيًّا لجميع أبنائه، وأقام الكتائب على قيم السيادة والكرامة والحرّية، لتكون مدرسةً وطنيّةً في وجه الاحتلالات والتقسيم والانقسامات.

وحضوركم اليوم شهادةٌ على أنّ الكتائب لم تمت، وروحها ما زالت حيّةً في قلوبنا. من تضحيات الشهداء ومواقفهم وإيمانهم تتعلّم أجيال الكتائب الجديدة. نحن أبناء الكتائب نجدد العهد أن نحمل الرسالة، نحمي لبنان، نعزّز وحدته، وننشر قيم الإيمان والشجاعة التي زرعها فينا بشير وبيار.

ونستذكر الرئيس المنتخب الشيخ بشير الجميّل، ذلك الحلم الكبير والرؤية الواضحة لرئيسٍ موحِّد وعادل، آمن بأنّ لبنان لا يقوم إلّا على العدالة وعلى دولةٍ قويّةٍ لا تساوم على السيادة ولا تتقاسم السلطة على حساب الوطن. لم يكن بشير مشروع حرب، بل مشروع دولة؛ لم يكن زعيم طائفة، بل قائد وطن. حلمه كان لبنان الـ10,452 كلم²، لا أقلّ ولا أكثر.

كما نستذكر الشهيد الوزير بيار الجميّل، الصوت الصادق في زمن الخوف، الذي واجه ثقافة الموت، وثبّت حضور الكتائب في قلب المعركة من أجل الدولة والمؤسّسات والدستور. لم تكن الكتائب يومًا حزب سلطة، بل حزب قضيّة؛ دفعت أغلى الأثمان دفاعًا عن لبنان السيّد الحرّ المستقلّ، ولم تهادن ولم تساوم ولم تتنازل عن ثوابتها.

خلاصة الموقف السياسي لحزب الكتائب اليوم:

لا حلّ في لبنان إلّا بدولةٍ فعليّة تحتكر السلاح والقرار وتفرض القانون على الجميع بلا استثناء.

لا قيامة للبنان بوجود دويلات داخل الدولة أو سلاحٍ غير شرعي يساوم أمن المواطنين لمشاريع خارجيّة.

نحن مع حياد لبنان الفعلي، ومع تطبيق الدستور كاملًا، ورفض أيّ تعديلٍ أو التفافٍ على اتّفاق الطائف.

نحن مع الشعب لا مع المنظومة، ومع إصلاحٍ جذري لا ترقيع.

نحن مع قضاءٍ مستقلّ ومحاسبةٍ عادلة، بدءًا من جريمة انفجار المرفأ وصولًا إلى كلّ ملفّ فسادٍ وإهمالٍ وتآمر على البلد.

نحن في طليعة العمل لبناء معارضةٍ وطنيّةٍ سياديّة تؤمن بالتغيير السلمي والديمقراطي، وتقدّم مشروعًا واضحًا في وجه الفراغ والانهيار.

أيّها الحضور الكريم،
نصلّي اليوم ونكرّم شهداءنا ونجدد العهد معكم: سنُكمل المسيرة، نبني لبنان كما حلموا به، ونعيش على مثال المسيح المخلّص الذي كان نورًا في دربهم. تكريمكم اليوم صلاةٌ وعهدٌ ورسالة: رسالةٌ إلى العالم بأنّ لبنان سيبقى حرًّا، وأنّ الكتائب ستبقى حامية الوطن والحقّ والإيمان.

ستبقون الحلم… ستبقون الحقيقة. دماء الشهداء أمانة في أعناقنا. لا نطلب الثأر، بل نطلب الحقيقة والعدالة. لا نبكيهم فقط، بل نُكمل مسيرتهم… لأنّ لبنان يستحقّ، ولأنّهم استُشهدوا ليحيا الوطن.

فلنُجدّد العهد لهم:
على النضال… وعلى الأمل.
لن نستسلم… لن نساوم… ولن نتراجع.

عاش لبنان،
عاشت الكتائب اللبنانيّة،
وعاشت ذكرى الشهداء الأبرار.

حقوق النشر محفوظة لموقع جريدة الحدث-كندا alhadath.ca واي اقتباس دون اذن مسبق ودون ذكر المرجع يعتبر غير قانوني ويعرض صاحبه للملاحقة


الأخبار عبر البريد الإلكتروني

اشترك الآن لتصلك الأخبار إلى بريدك الإلكتروني