الحدث-كندا خاص

رؤوف نجم

خطة بـ21 بندًا”.. كيف يحاول ترامب إطفاء حرب غزة؟

في نيويورك، وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمبادرة “طموحة وسريعة” عنوانها: إنهاء حرب غزة عبر خطة من 21 بندًا عُرضت على قادة عرب ومسلمين في لقاءات مكثّفة، فيما أكّد مبعوثه ستيف ويتكوف أنه “مفعم بالأمل، بل ومتيقّن” من انفراجة خلال أيام.

ما الذي تتضمّنه الخطة؟

بحسب تقارير متقاطعة، ترتكز الوثيقة على إطلاق سراح جميع الرهائن، وقف إطلاق نار دائم، وإنشاء آلية حوكمة مدنية لقطاع غزة بمشاركة دول عربية “معتدلة” والسلطة الفلسطينية، مع انسحاب إسرائيلي تدريجي ودخول مساعدات عبر مؤسسات دولية. وتشير التسريبات أيضًا إلى قوة أمنية متعددة الجنسيات من فلسطينيين وعرب تتسلّم الملف الأمني، مع استبعاد حماس من إدارة القطاع.

رسائل طمأنة للعواصم العربية

من أجل اقناع القادة العرب، ، طرح ترامب فكرة مساهمة عربية في التمويل وإرسال قوات لضمان الاستقرار الإنساني والأمني. وفي المقابل، تعهّد علنًا بأنه “لن يسمح” لإسرائيل بضمّ الضفة الغربية،وهو موقف شكّل فارقًا في مزاج العواصم العربية المتحفّظة. هذا التعهّد تكرر على لسان ترامب وفي تسريبات لمسؤولين، وأثار سجالًا داخل الحكومة الإسرائيلية.

دبلوماسية “الأبواب المواربة

المبعوث ويتكوف واصل جسّ النبض مع الوسطاء القطريين حول مسارات تبادلية تتدرّج في إطلاق دفعات من الرهائن مقابل هدنة مؤقتة قابلة للتمديد، فيما تُبقي “خطة الـ21 بندًا” على الإطار الأكبر: وقف شامل وإعادة ترتيب الحوكمة والأمن وإغاثة غير مقيّدة. ويقول ويتكوف إن لقاءاته مع عائلات الرهائن تضفي إلحاحًا إنسانيًا على طاولة التفاوض، بينما يراهن البيت الأبيض على اجتماع وشيك بين ترامب وبنيامين نتنياهو لتحويل الخطوط العريضة إلى مسار عملي.

الاندفاعة الأمريكية جاءت بعد جولة لقاءات شارك فيها قادة عرب ومسلمون، منهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،في سياق محاولة تجميع “كتلة داعمة” للمبادرة، وسط ضغط دولي متزايد لوقف الحرب وإطلاق مسار سياسي يعالج ما بعد النزاع.

الا ان رغم الترحيب الحذر، هناك أسئلة لا تزال في حاجة الى أجوبة فما هي  حدود القوة متعددة الجنسيات وصلاحياتها؟ موقع السلطة الفلسطينية عمليًا وإمكانية تنفيذها للخطة؟ جدول الانسحاب وكيفية منع فراغ أمني؟ وهل يصمد تعهّد منع الضم أمام توازنات السياسة الإسرائيلية الداخلية؟ محلّلون يرون أن الخطة تقترب من روح مبادراتٍ أممية أوسع، لكنها تصطدم بتفاصيل قد تُفشل التنفيذ إن لم تُحسم مبكرًا.

وبين طموح إنهاء الحرب بسرعة وواقعية المسارات المرحلية، تحاول واشنطن تحويل “وثيقة نقاط” إلى معادلة أمان وحوكمة وإغاثة. اما النجاح فيتوقف على ثلاث ركائز: صفقة شاملة للرهائن، وقف نار ثابت، وضمانات سياسية واضحة تمنع الضم وتُطلق إعادة الإعمار بإشراف مدني. الأيام المقبلة،واجتماع ترامب-نتنياهو،ستبيّن ما إذا كانت “خطة الـ21 بندًا” بداية مسارٍ قابل للحياة أم جولة أخرى في دبلوماسية الوعود.