الحدث كندا خاص

رؤوف نجم

شيّعت رعيّة مار أفرام السريانية الكاثوليكية في مونتريال خادمها الأمين غابي (كابي) حنّا داود، الذي رقد بالرب عن 61 عامًا، بعد مسيرةٍ عامرة بالعطاء الراعوي والخدمة الصامتة امتدّت لأكثر من ثلاثين سنة. عُرف الراحل بمحبتّه واتزانه وتواضعه، وأسهم مع شقيقه العزيز جورج داود في تنظيم أمسيات الجوقات المسكونية التي جمعت مؤمنين من كنائس مختلفة على صلاةٍ وترتيلٍ من أجل الوحدة. كما كان من الفاعلين والمؤسِّسين في كشّافة مار أفرام، فربّى أجيالًا على الانضباط والالتزام وروح المبادرة.

وخلال مراسم الوداع التي غصّت بها كنيسة مار أفرام بالمُعزّين الوافدين من مختلف مناطق الرعيّة، أعلن راعي الأبرشية في كندا سيادة المطران أنطوان ناصيف تسمية قاعة الاستقبالات واللقاءات في الرعية باسم «قاعة كابي داود»، تخليدًا لذكراه وتقديرًا لعطاءاته غير المحدودة في خدمة الكنيسة والجماعة. وقد لاقت هذه المبادرة تقديرًا واسعًا لدى أبناء الطائفة السريانية، إذ رأوا فيها حافزًا لمضاعفة العمل الرسولي الجماعي والخدمة المجانية داخل الكنيسة وخارجها.

وثمّن شقيق الراحل، الصديق جورج داود، هذه اللفتة بشكرٍ وامتنانٍ لسيادة المطران ناصيف، قائلاً إنّ كابي—لو كان بيننا—ما كان ليقبل أن تُسمّى القاعة باسمه، لأنه كان يؤمن بأن «لا تعلم شماله ما تصنع يمينه»، ولأنه اعتاد أن يعمل بصمتٍ ومن دون كللٍ أو تعب، خدمةً لأبناء رعيّته.

تتقدّم أسرة الحدث كندا من الرعيّة وأصدقاء الراحل بأحرّ التعازي وإلى زوجته وعائلته وشقيقه جورج، وإلى آباء الكنيسة وجماعتها، سائلين الرب أن يمنحه الراحة الأبدية، وأن يهب قلوب محبّيه التعزية والرجاء.
المسيح قام… حقًا قام.