الحدث-كندا خاص

أوتاوا – اعتبر وزير التجارة الكندي ـ الأميركي، دومينيك لوبلان، أن قرار الحكومة الكندية إلغاء جزء من الرسوم الجمركية الانتقامية على السلع الأميركية يضع كندا في موقع أقوى للتفاوض مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الرسوم المدمرة المفروضة على قطاعات حيوية.

وأوضح لوبلانك، في مقابلة مع وكالة الصحافة الكندية من مونكتون (نيو برونزويك)، أن الخطوة تهدف أيضًا إلى تخفيف حدة التوتر قبل المراجعة المقبلة لاتفاقية التجارة بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك (CUSMA). وقال: «مسؤوليتنا كحكومة هي ضمان أفضل صفقة ممكنة لشركاتنا وعمالنا».

من جهته، أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن بلاده الغت بعض الرسوم الانتقامية لتنسجم مع الإعفاءات الأميركية الممنوحة للسلع المشمولة بالاتفاقية، وذلك بعد مكالمة هاتفية أجراها مع ترامب الذي أكد أن هذه الخطوة ستفتح الباب أمام استئناف محادثات التجارة.

ضغوط وتصعيد أميركي

في يوليو/تموز، كان لوبلان قد جاب واشنطن بحثًا عن بدائل قبل المهلة التي حددها ترامب مطلع أغسطس، إلا أن غياب الاتفاق دفع الإدارة الأميركية إلى رفع الرسوم على السلع الكندية إلى 35%. وبرر البيت الأبيض القرار بتدفق الفنتانيل من كندا إضافةً إلى الرد الكندي بالرسوم الانتقامية.

وبحسب مسؤولين كنديين، فإن إعفاء بعض السلع من هذه الرسوم يضع كندا في موقع تفاوضي أفضل من دول أخرى، حتى تلك التي توصلت إلى اتفاقات مع إدارة ترامب. ومع ذلك، لا تزال الرسوم المفروضة على الصلب والألومنيوم والسيارات والنحاس تضرب بقوة الصناعات الكندية.

اتصالات دبلوماسية مكثفة

وأكد لوبلان أنه كان على تواصل دائم مع وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، بما في ذلك خلال مكالمة هاتفية مساء الخميس. كما واصلت السفيرة الكندية في واشنطن، كيرستن هيلمان، محادثاتها مع الممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير.

ويشير مراقبون إلى أن أوتاوا وبيجين هما الدولتان الوحيدتان اللتان ردّتا على حرب ترامب التجارية بفرض رسوم انتقامية. وكانت كندا قد فرضت في مارس/آذار الماضي رسوماً بنسبة 25% على منتجات أميركية متنوّعة، بينها البرتقال والكحول والألبسة والدراجات النارية ومستحضرات التجميل.

خلفية الاتفاقية الثلاثية

تجدر الإشارة إلى أن اتفاقية CUSMA وُقّعت في عهد ترامب كبديل لاتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا)، على أن تُراجع العام المقبل. ورغم إقرار ترامب بأن الاتفاقية كانت “فعّالة للغاية”، فإنه وصفها في لقاء سابق مع كارني بأنها “انتقالية” ولم يُخفِ تشكيكه في مدى ضرورتها المستقبلية.